كل يوم

نشر الإساءة أسوأ من إطلاقها!

سامي الريامي

لاشك في أن الحاقدين على قيام دولتنا الفتية كُثر، ولاشك في أن حقدهم يزيد كلما اقترب اليوم الوطني للدولة، لأن مشاهد الأعلام واللُّحمة الوطنية تزيد حقدهم ناراً، فالإمارات رغم عمرها القصير حققت من الإنجازات ما يفوق شعاراتهم وجعجعتهم التي لم تزد شعوبهم إلا فقراً وتخلفاً وقهراً وكبداً.

• ما يحتاجه معظمنا، قليلٌ من المسؤولية، وكثير من التفكير، قبل الضغط على زر إعادة الإرسال.

 

ومن أجل ذلك دأبت جهات معروفة من فئة هؤلاء الحاقدين، ومنذ سنوات عديدة، في محاولات تشويه متعمدة لشعار الدولة وعَلمها ورموزها، تفعل ذلك منذ سنوات وبأسلوب سخيف وتافه، والجهات المعنية في الدولة، خصوصاً الدائرة الاقتصادية في دبي، تقوم بجهود مكثفة لمواجهة هذه التسريبات المعروفة المصدر والأهداف بهدوء وحكمة، ومن دون ضجة، فالضجة هُنا وانتشار الشعارات المسيئة هما الهدف الذي ترجوه تلك الجهات الحاقدة، لذلك فإن ما تقوم به الدوائر الاقتصادية هو تكثيف حملات التفتيش ومصادرة كل الشعارات والملصقات المسيئة، ومن ثم تحويل المسؤولين عن طرحها في الأسواق إلى الجهات الأمنية.

 

ما حدث هذا العام لم يكن مختلفاً في مضمونه، لكنه وللأسف اختلف في شكل الانتشار، فالدائرة الاقتصادية في دبي، وعبر أحد مفتشيها المتميزين، صادرت عدداً من الملصقات تحمل إساءة واضحة للدولة، ولتوثيق عملية المصادرة قام المفتش بتصوير لحظة الضبط، لكن للأسف الشديد تسرب هذا المقطع، وانتشرت الملصقات المسيئة، لم تنتشر من تلك الجهات المغرضة التي طبعتها من أجل تعمد الإساءة، بل انتشرت عبرنا، نحن مواطني الإمارات وشبابها وفتياتها، نحن من أسهمنا في نشر الملصقات المسيئة لدولتنا، ولم نترك الأمر للجهات الرسمية التي تجيد التعامل مع هؤلاء بهدوء وصرامة!

بالتأكيد لم يحدث ذلك بسوء نيّة، وبالتأكيد الجميع كان يسعى لإيقاف هذه الإساءات، لكن الطريقة الخاطئة التي استخدمت لم تحقق الغرض، بل أسهمت في تضخيم الموضوع، ففي حين كان الأولى بالجميع أن يعملوا على إيصال الأمر للجهة المعنية عبر أرقام التواصل المعروفة، أصبح الجميع ناقلاً للإساءة، ومساهماً في نشرها، صحيح أن النيّة السيئة لم تكن حاضرة، لكن هدف الجهات سيئة النيّة تحقق من خلال نشرنا وإعادة نشرنا الملصقات المسيئة!

نحتاج إلى كثير من الوعي في التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي، وللأسف رغم تكرر كثير من سلبيات النشر السريع دون تحقُق أو دون إدراك حجم المسؤولية والخطورة، إلا أن الأغلبية العظمى من رواد التواصل الاجتماعي مازالت تعيد إرسال كل شيء، وتنشر كل شيء، دون تفكير أو تريث أو إدراك، كأننا في مسابقة، والفائزون لهم جوائز فورية ثمينة!

قليلٌ من المسؤولية، وكثير من التفكير قبل الضغط على زر إعادة الإرسال، هذا ما يحتاجه معظمنا، فوسائل التواصل ليست هي المكان الأفضل للإبلاغ عن الشكاوى أو الممارسات السلبية، فهي مكان لانتشار أوسع لكل إساءة، ونقل الإساءات لا يقل كثيراً، إن لم يكن أسوأ من الإساءات ذاتها!


twitter@samialreyami

 reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر