كل يوم

نرفض الإرهاب.. ونمقُت الإرهابيين..

سامي الريامي

لم نشهد، عبر التاريخ كله جماعة، نجحت في الإساءة إلى الإسلام كما فعل «داعش»، فهؤلاء المجرمون بأفعالهم الشنيعة ربطوا كل ما هو وحشي بالدين الإسلامي، وأظهروا المسلمين في أسوأ صورة وحشية في العالم بأسره، في حين أن الإسلام والمسلمين بريئون من هؤلاء الإرهابيين المتخلفين.

• ليس من الإسلام في شيء تجميع الرهائن الأبرياء في مكان واحد، والبدء بقتلهم فرداً فرداً من دون ذنب.

 نرفض هُنا في الإمارات الإرهاب بكل أشكاله، ونمقُت الإرهابيين بكل مِللهم وأطيافهم، ونكرههم أكثر إن ادعوا أنهم مسلمون، فالإرهاب لا دين له، والقتل والتفجير وسلب الحياة لم تكن يوماً من تعاليم الإسلام، وما جاء في بيان «داعش» حول عمليات القتل والتفجير الإرهابية في باريس، ما هو إلا كذب وافتراء على الله، وعلى الدين، وعلى جميع المسلمين.

 لم نسمع عن غزوة تستهدف المدنيين العُزل، ولم نسمع عن آية أو حديث يجيزان قتل النساء والأطفال، وليس من الإسلام في شيء تجميع الرهائن الأبرياء في مكان واحد، والبدء بقتلهم فرداً فرداً من دون ذنب أو سبب، والله سبحانه وتعالى لا يُيسر أبداً عمليات القتل العشوائية في البشر من دون تمييز، فهو لم يخلق الناس حتى يُعطي مجموعة منهم الإذن والتصريح بقتل الآخرين، بل خلقهم شعوباً وقبائل ليتعارفوا، ولكل إنسان حريته في العبادة، فلهم دينهم ولنا ديننا، و«قتل نفس من غير حق» هو واحدة من أكبر الكبائر في الإسلام، والإسلام هو دين السماحة والسلام، ودين منفتح على جميع الحضارات، وهو بريء من هذه التصرفات الهمجية، فعن أي دين يتحدث هؤلاء «الدواعش»، هؤلاء لا دين لهم، وما يفعلونه شيء لا يصدقه عقل، ولم تقره أي شريعة سماوية أو غير سماوية!

الإمارات، حكومة وشعباً، ضد الإرهاب بكل قوة، ونحن مع كل من يتعرض للإرهاب، ضد كل الإرهابيين، هذه مشاعر إنسانية، والإنسانية جمعاء مهدّدة اليوم من هذا الوباء، ولا سبيل للخلاص منه إلا بالتعاون الدولي، ومحاربة هذا الفكر الإرهابي القذر، والحرب ضد هذا الفكر أصبحت اليوم ضرورة حتمية، لحماية المجتمعات من شروره.

نقف اليوم مع فرنسا، كما وقفنا سابقاً مع جميع الدول التي تعرضت للإرهاب، وسنقف دائماً وأبداً ضد الإرهاب في كل مكان، ولن نكلّ أو نملّ التوضيح للعالم بأسره أن هؤلاء المجرمين ليسوا بمسلمين، وما يفعلونه هو سلوك إجرامي يُدينه الإسلام قبل غيره من الشرائع، هُم مجموعة عصابات تجمعت، لا نعرف كيف؟ ولمصلحة من تعمل؟ لكنهم بالتأكيد ليسوا سوى عصابات مرتزقة، خريجي سجون، ومهربي مخدرات، يحملون بيد معولاً لهدم الإسلام، وباليد الأخرى وسائل قتل البشر جميعاً من دون تمييز، وتدمير البشرية بشكل عام!

آفة عالمية يجب أن تُجتث من كل مكان، واجتثاثها ليس سهلاً، لكنه ضروري وحتمي، والوقت قد حان للعمل الجاد المشترك بين دول العالم جميعاً، فليس هناك من هو بعيد عن آثار هذه الآفة، لذلك يجب أن يُدرك الجميع أن المسلمين في الدول العربية والإسلامية هم أكثر تضرراً من فعل هؤلاء الإرهابيين، وهم أكثر تعاوناً مع الجميع للقضاء على هذا الفكر المنحرف.

 twitter@samialreyami

 reyami@emaratalyoum.com

 لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر