مزاح.. ورماح

عبقرية «الطفر»!

أحمد حسن الزعبي

هذه المعلومة قد تكون صادمة أو مفيدة - حسب المتلقي - للفنانات وعارضات الأزياء، وحتى من يجلسن في مراكز السلطة والقرار، اللاتي يستهلكن من الفساتين والتنانير ما يوازي ما تنفقه اليابان وأميركا على مراكز الأبحاث دفعة واحدة، وأن مجموع علّاقات الملابس، التي تصطف في الخزائن الخشبية المنتشرة في القصور الفارهة، كفيل بأن يعلّق ملابس الجيش الصيني بأكمله في وقت واحد، إحدى الفنانات صرحت قبل شهور عن عدد قطع الألماس والأوزان الموجودة في فستانها الذي ظهرت به لمرة واحدة، وأخرى كل فستان تشتريه يوازي موازنة دولة إفريقية نائية، والمصيبة الكبرى أنهن لا يرتدين أغلى الثياب إلا أثناء الحديث عن الفقر ومخيمات اللجوء والطفولة البائسة.

على أي حال هذه المعلومة قد تكون صادمة لمن يتباهين بأن الفستان ملبوس لمرة واحدة في سهرة واحدة ومناسبة واحدة، ومن المعيب تكرار «الطلّة» بالملابس نفسها في مناسبة أخرى، سيما أن كاميرات التصوير لها ذاكرة مقارنة، ولا وقت للفضائح والردّ على الشامتين، هل تعلمن، يا رعاكن الله، أن عباقرة العصر لا يغيرون ملابسهم البتة في كل المناسبات، فمثلاً أينشتاين ظهر «بكبّاشه» في صور عدة، وهو يرتدي البدلة الرمادية نفسها. كما أن مؤسس شركة أبل، ستيف جوبز، لا يطل على الإعلام إلا وهو يرتدي البلوزة السوداء العالية وينطلون الجينز، مؤسس الـ«فيس بوك»، مارك زوكربيرغ، أيضاً عادة ما يجري مقابلاته أو ينشر صورته وهو يرتدي «تي شيرت» رمادياً وبنطلون جينز، وغيرهم الكثير لا مجال لحصرهم هنا.

ما السر وراء ارتداء العباقرة للباس نفسه؟ اجتهد أحد علماء الأعصاب ويدعى دانيل ليفتين «بأن العباقرة لا وقت لديهم لإشغال أدمغتهم بقرارات غير مهمة مثل ماذا ألبس وكيف أظهر، لديهم موضوعات أكثر أهمية تأخذ حيز التفكير، ولا يريدون أن يضيعوا طاقتهم في غير المفيد للناس والعالم، باختصار العباقرة يشغلون عقولهم بأوطانهم وهواة الاستعراض الفارغ يشغلون عقولهم بأبدانهم».

ختاماً، ولكي لا يساء فهم عالم الأعصاب دانيل ليفتين.. هو قال كل عبقري لا يبدل ملابسه، وليس كل من لا يبدل ملابسه عبقرياً، ولو صحت النظرية الأخيرة لكان كثيرون «عباقرة»، بسبب الطّفر طبعاً!

ahmedalzoubi@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر