كرة قلم

على خطى المنتخب الهولندي

حسن الجسمي

«تعلقوا» بالجيل الذهبي «ونسوا أشياء كثيرة.. مرت الأيام ولم يحققوا الذهب، حتى أصبحوا لا يملكون جيلاً!»، فقط كنت أقصد بهذه التغريدة المنتخب الهولندي!

تضاربت الأفكار التاريخية ورأيت منتخباً يمشي على خطى المنتخب الهولندي، وقد زادني خوفاً عندما صرح الأسطورة الهولندية يوهان كرويف، بأن الكرة الهولندية تتنفس «اكلينيكياً» وهي قاب قوسين أو ادنى من «الموت»، وإن لم يتم صعقها بالتغير فستموت امام أعيننا، واليوم هولندا اصبح وصولها لأمم اوروبا اشبه بالمستحيل أو بمعنى آخر ماتت كرة القدم في أكثر دولة بها متعة وجمال في كرة القدم!

بصراحة اليوم زادت المخاوف ومثلي الكثيرون، لا يعرفون ماذا يحدث لمنتخبنا، هل نقول غيروا المدرب أم نقول اللاعبون هم السبب؟ أم ان هذا الوقت المناسب لتغيير المدرب؟ ام أن الذي بدأ يجب أن ينتهي بغض النظر عن المحصلة النهائية؟

• أعيدوا لنا أبيضنا يا اتحاد اللعبة، فلن نغفر لأحد إذا ضاع الحلم.

• «الحلم الكبير» يتبدّد أمام أنظارنا ونحن مكتوفو الأيدي والقدم واللسان.

لماذا هذا الشعور؟ الذي نرى فيه أن «الحلم الكبير» يتبدد أمام أنظارنا ونحن مكتوفو الأيدي والقدم واللسان! ربما لأن الجميع كان يمشي على مبدأ الإيجابية في نقد المنتخب، وأن المنتخب بهذه المجموعة يقدم كل شيء في كرة القدم بغض النظر عمن هو الخصم، وحتى عندما حقق الثالث في آسيا فقد هزم البحرين وقطر اللذين خرجا بخفي مدرب مغمور وجمال بلماضي.

لم يجعلونا نفكر في مسألة الفشل المباح في كرة القدم، أو الظهور وكسب نتائج سلبية غير متوقعة في المستقبل بناء على اداء وأخطاء الحاضر، ومن كان ينتقد فنياً فقد كانوا يقولون له اذهب ودرب المنتخب، ومن كان يرى بوادر الإخفاق كانوا يقولون له أنت سلبي جداً، وهذا المنتخب فرحنا كثيراً، فخسارته مباحة وخروجه دائماً يرفع الرأس!

نحن في ورطة الآن، والحلم الكبير اصبح مهدداً وبعيداً، وبصراحة نحتاج الى «صعقة كهربائية» على غرار تصريح كرويف، لتعيد إحياء الأمل في داخلنا لأن مبارة السعودية كشفت الكثير، وأظهرت المستور في داخل قلوب الكثيرين، لأن في النهاية المصلحة واحدة وهي أن نرى بقلوبنا البيضاء علم الإمارات في مونديال روسيا، بغض النظر عمن هو صاحب الإنجاز.

شخصياً، كنت انتظر ردة فعل من الاتحاد، أو ربما من المدرب واللاعبين، الذين كانوا يتمشون في أرضية الملعب، والمدرب الذي انهزم تكتيكياً وفنياً من مدرب لا يعرف في الكرة الخليجية سوى اسمها ورسمها.

الجميع ركب طائرته وعاد إلى الوطن ولم نكسب سوى التلاحم السعودي ــ الإماراتي في المباراة، وخسرنا كل شيء له علاقة بكرة القدم.

«هاتوا أيديكم» لنضعها في يد بعض، وأن نوقظ من هو نائم في عسل الماضي، لنقول له، هل تعلم ان أملنا أصبح في يد ماليزيا وتيمور أو ربما بقرار من «فيفا»، لكن نريد أن يعود المنتخب الذي عندما كان يخسر يقنع، وعندما كان يخسر كان يلعب بروح، وعندما كان يخسر كانت القتالية والمهارة الفنية تغطيان على الأخطاء الفنية للمدرب، فقط اعيدوا لنا أبيضنا يا اتحاد اللعبة، فلن نغفر لأحد إذا ضاع الحلم الذي ننتظره منذ 25 عاماً!

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر