5 دقائق

مديري: بسببك استقلت!

د.سعيد المظلوم

«طردي من شركة أبل كان أفضل شيء يمكن أن يحدث لي على الإطلاق، حيث جعلني مبتدئاً مرة أخرى في حياتي المهنية، ما ساعد على تحريري ودخولي إلى أكثر فترات الإبداع في حياتي» ـــ ستيف جوبز

أكملت «حصة» في وظيفتها 14 عاماً، حيث كانت البداية بمحض المصادفة عندما جاءت الطلبات من إحدى المؤسسات إلى مركز التوظيف في كليات التقنية للبحث عن خريجين مختصين في هندسة برامج الحاسب الآلي، كون المؤسسة استحدثت إدارة جديدة في الخدمات الإلكترونية، فكانت أول من تم اختيارها لتميزها الأكاديمي. طوال هذه السنوات اكتسبت حصة خبرة كبيرة من خلال تنقلها بين أكثر من قسم، وكذلك مشاركتها في العديد من فرق العمل.

إذا زادت المهام والتكاليف وتغير المنصب وظلّ راتبك كما هو وزاد إحساسك بعدم الرضا؛ فابحث عن فرصة أفضل وراتب أعلى!

في الأشهر الماضية حدث تجديد في قيادة إدارتها، وعُيّنَ مسؤول مباشر جديد، ومنذ البداية حدث الخلاف، ومع قلة التواصل زادت حدته، حاولتْ أن تفتح نافذة للحوار ولا فائدة، طلبت نقلها لمكان آخر فوضِعَت العراقيل، وهنا قررت الرحيل لتبدأ رحلة جديدة!

السؤال المطروح، ما المؤشرات التي إذا حدثت تعني اضطرارك إلى الرحيل:

- أن تكون أكثر كفاءة من مديرك: إن كنت على يقين بأنك تمتلك مهارات أفضل من مسؤولك المباشر، وليس لديك ثقة بقيادات المؤسسة فتأكد أنك في خطر!

- أن تكون كارهاً لمديرك: والأسوأ أنك تكره زملاء عملك كذلك.. ربما تنجح في تحسين علاقتك معهم بداية، لكن إن تكررت هذه الخلافات، وعادت الأنفس إلى الامتعاض والنفور، فهذا مؤشر آخر!

- انطفاء شعلة الشغف: عادة الموظف الجديد يشعر بالرغبة والشغف، فإن خَبَا أو خَمدَ هذا الإحساس في قلبك ولم يتجدد؛ هنا لابد من التوقف!

- أن تكون غير سعيد: كأن تتسرب السلبية إلى حياتك ويصاحبك التذمر، فسرعان ما ينعكس ذلك على صحتك، وتطرق الأمراض بابك، مثل: الضغط والسكر، حينذاك يصبح الرحيل أفضل.

- أن تفقد التوازن في حياتك: بمعنى ألا يكون لك وقت لروحك وعائلتك، في هذه الحالة سَلْ نفسك عن السبب، وحاول أن تعيد التوازن إلى حياتك، ولكن، كيف؟ الحل بين يديك ومن حقك أن تفكر بالرحيل!

- أن تكون صاحب كلمة مسموعة وفجأة ترى الاجتماعات تتوالى من دون أن تُدعى إلى حضورها، هذا التجاهل ينقلب حافزاً للعزوف والكيل بمكيال التجاهل نفسه، ويتلوه فراق غير مأسوف عليه!

- إذا زادت المهام والتكاليف وتغير المنصب وظلّ راتبك كما هو وزاد إحساسك بعدم الرضا؛ فابحث عن فرصة أفضل وراتب أعلى!

- أخيراً إن أصبحت روتينياً تأتي كل يوم للعمل ولا تتعلم منه شيئاً جديداً، فابحث عن مغامرة جديدة!

للعلم: علامات الرحيل ومؤشراته لا تُعد ولا تُحصى، ولكل منا خصوصيته في ذلك، ولكن لو عدنا قليلاً إلى ما وردَ في مقال الأسبوع الماضي «مديري: قولي كلام حلو» لوجدنا أن كل ذلك يهون إذا وجد «المدير الإنسان».

madhloom@hotmail.com

Saeed_AlSuwaidi@

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر