مزاح.. ورماح

«الأقصى» في «أراب آيدول»

أحمد حسن الزعبي

باسمي وباسم عائلتي أتقدم للفنان محمد عساف والآنسة لينا قيشاوي بأحر التهاني والتبريكات بمناسبة الخطوبة، وعقبال الفرحة الكبرى يا رب.. ولو كنت قريباً منه لأهديته «طقم فناجين»، وهو أكثر هدية تقليدية تهدى للعرسان، وكأن من ينوي الزواج لا ينقصه سوى شرب القهوة!

أن يخطب أو يتزوج أو يطلّق فنان، صارت أمراً مألوفاً في الإعلام، فالزاوية الفنية في معظم الصحف والمواقع الإلكترونية أصبحت «محاكم شرعية» لا تبث أخباراً فنية بقدر ما تبث أخبار «النفقة»، و«البائن بينونة كبرى»، والارتباط، وقراءة الفاتحة، ولن أبالغ إذا ما قلت إني قرأت وسمعت خبر خطبة محمد عساف ولينا قيشاوي أكثر من مئة مرة في يومين، فأسنان عساف البيضاء وقميصه الأسود والشامة البارزة على رقبته، كانت تملأ مواقع التواصل الاجتماعي، في المواقع العربية والعالمية المعرّبة «خطبة عساف والقيشاوي» من قائمة الأكثر قراءة وتعليقاً ومشاركة، الإذاعات المحلية: «خطبة محمد عساف ولينا قيشاوي».. في المجلات «خطبة محمد عساف ولينا قيشاوي».. في الجلسات «خطبة محمد عساف ولينا قيشاوي».. في التلفزيونات «خطبة محمد عساف ولينا قيشاوي».. حتى أثناء النوم أتقلب ذات اليمين وذات الشمال ومازالت صورة أسنان محمد عساف البيضاء وقميصه الأسود وشامته البارزة تلف في ذاكرتي، ولكثرة ما تكرر الخبر قلت لعامل الكافتيريا في اليوم التالي وهو يجهز لي السندوتشات: «بالله 2 محمد عساف وواحد لينا قيشاوي لو سمحت»! حتى في غوغل عندما كتبت حرفين فقط «من هي..» كان الخيار المقترح الأول «من هي خطيبة محمد عساف»، يليه الترشيح الثاني: «من هي لينا قيشاوي» والترشيح الثالث: «من هي داعش».

طبعاً أنا لا ألوم النجم على هذا الاهتمام الإعلامي الجارف، فالرجل لا ذنب له في ما ينشر وكيف ينشر، على العكس هو، وكل شخص بنجوميته، يحب هذا الاهتمام ولو «من تحت لتحت».. أنا ألوم الإعلام الذي يطمس قضاياه وأوجاعه بـ«طامس» النسيان والتغييب.. ألوم الإعلام الذي يهمل قطرة الدم ويركض وراء قطرة «المانيكور».. وبناء على ما سبق أرشح «الأقصى» لـ«أراب أيدول» الموسم المقبل، وسورية لـ«إكس فاكتور»، والعراق لـ«أراب غوت تالنت»، علّها تلاقي بعض بعض اهتمامكم.

ahmedalzoubi@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه

تويتر