السموحة

الأهلي والهلال و«عين الصقر»

أحمد أبو الشايب

انتهاء قمة الأهلي والهلال بالتعادل بهدف مقابل هدف، سُجلا من كرتين ثابتتين، يدل على صعوبة موقعة الرياض، ومدى حرص الطرفين على كسب نقاطها، وتركيز كل منهما في المنافسة المشروعة على لقب آسيا، كما يدل على حجم الاستعداد المسبق للفرسان والزعيم لخوض الدقائق الـ90، التي مرت برداً وسلاماً على شباكهما، دون أن تهتز من الكرات الملعوبة.

كنا نعتقد أن المباراة ستكون أصعب على ممثل الامارات، كونه يلعب خارج أرضه في أصعب ملاعب السعودية على منافسي الهلال، وإذا بنا نتفاجأ بأن لاعبي الفرسان يؤدون بأريحية وثقة عالية، وتركيز دفاعي أدى إلى قطع كل كرات الهلال من المناطق الخطيرة، مع بناء هجمات مضادة سريعة ومؤثرة حبست انفاس الآلاف من الهلاليين.

أداء الفرسان «المميز» مر بلحظات حرجة وغير متوقعة.

لم أشاهد حكماً في حياتي يتصيد مثل هذه الكرات، رغم أن المباريات مليئة بالمخالفات القانونية.

أداء الفرسان «المميز» مر بلحظات حرجة، وغير متوقعة، ابتداء من إصابة وليد عباس، الذي طلب التبديل بعد ربع ساعة من البداية، تبعتها حالة الإصابة الخفيفة التي عانى منها أحمد خليل وطلبه التبديل أيضاً، ثم إصابة إسماعيل الحمادي دون أن يتمكن كوزمين من إخراجه لاستنفاده التبديلات، ووسط كل هذه الظروف واصل الأهلي العطاء في الملعب، وكان قريباً من الفوز والعودة بنقاط المباراة كاملة.

وما لفت الانتباه أيضاً أن لاعبي الأهلي احترموا خصمهم جيداً بالقدر الذي يستحقه «دون زيادة مبالغ فيها أو نقصان»، ولم يأبهوا بضغط الجمهور، خصوصاً إسماعيل الحمادي الذي كان يراوغ ويمرر بكل ثقة، كأنما يلعب في «الفريج»، وليس أمام 60 ألف متفرج، وعندما تعرض للإصابة وقف جمهور الأهلي على أصابع أقدامهم وهم يشاهدونه يقاتل بقدم واحدة، وكان من «شر البلية ما يضحك» أنه مرر كرة بقدمه المصابة ليصنع هجمة خطيرة تصدى لها الحارس شراحيلي، ثم سقطت الكرة قريبة من الحمادي، وهو داخل منطقة الجزاء دون أن يتمكن من الركض إليها لتضيع فرصة التقدم للأهلي التي كانت ستكلف الهلال الكثير.

وللأمانة، أغلب لاعبي الأهلي أدوا بشكل أكثر من رائع، وتحديداً ماجد حسن وحبيب الفردان، وأحمد خليل والبرازيلي ليما، كما أدار المدرب الروماني كوزمين اللقاء بخبرة وذكاء عاليين، لكن كان هنالك بعض الملاحظات على لاعبين، والتي نتمنى أن تؤخذ بعين الاعتبار في مباراة الإياب التي ستقام في دبي 20 أكتوبر الجاري، أبرزها أسامة السعيدي الذي ينتظر منه جمهور الأهلي الكثير، فضلاً عن تراجع مستوى ريبيرو الذي انطفأت أنواره بعد قدوم ليما «واكل الجو».

بالنسبة للكرة التي تجاوزت خط الملعب، واحتسبها الحكم ضربة جزاء ضد الأهلي، في اعتقادي الشخصي هي ظالمة حتى إن اعتقد الحكم أنها لم تخرج بكامل استدارتها، ولا أعرف كيف رأها بعينيه «الليزرتين» أو بتقنية «عين الصقر»، لأنها كرة ميتة وغير مؤثرة إطلاقاً وتعالج بروح القانون، ولم أشاهد حكماً في حياتي يتصيد مثل هذه الكرات، رغم أن المباريات مليئة بالمخالفات القانونية التي «يطنشها» الحكم من باب الحكمة.. نعم أخطأ سالمين في إمساك الكرة، لكن الخطأ هذا مغفور!

shayebbb@yahoo.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر