كل يوم

جهدٌ مشرّف لأبناء الإمارات في ميلان..

سامي الريامي

جهدٌ مشرّف يبذله أبناء الإمارات في ميلان الإيطالية، حيث يُعقد إكسبو 2015، ومع دخول المعرض شهره الرابع، يواصل جناح الإمارات تألقه، ويُواصل الجمهور الأوروبي والإيطالي والعربي اصطفافه في طوابير طويلة للدخول إلى الجناح، لمشاهدة محتوياته التي تعكس تطور دولة الإمارات، وترصد النقلة الحضارية التي لا يستوعبها عقل منذ حقبة الستينات إلى الآن.

جناح الإمارات أحد أجمل وأكبر وأفضل الأجنحة في إكسبو ميلان، ليس هذا فحسب، بل هو من أفضل الأجنحة كذلك في خدمة وإرشاد الزائرين وتنظيمهم، رغم أنهم يفوقون 7500 زائر يومياً!

والمحافظة على هذا الصرح تحتاج إلى جهد مُضاعف وخيالي، وهذا ما يقوم به المنظمون والمسؤولون عن جناح الإمارات في إكسبو ميلان، وهذا ما يبذله المتطوعون من أبناء وبنات الإمارات، الذين تعجز كلماتنا عن وصف جهدهم وتضحياتهم وتفانيهم، وإخلاصهم في العمل هناك ولفترات طويلة، متزودين بطاقة وحيوية استمدوهما من حب الوطن، والرغبة الصادقة في الإخلاص له ولقادته، ولا شيء غير ذلك.

جناح الإمارات في إكسبو ميلان تفوّق على الكبار، والإمارات تفوقت عليهم أيضاً في الفوز باستضافة إكسبو 2020، وهي بذلك تعرض للعالم مكانتها الحضارية الجديدة.

سؤال يتبادر إلى ذهن كل من يدخل الجناح، ويندهش من جماله ومساحته وروعة تصميمه ومحتوياته، ترى كم كلفة ذلك؟ وما العائد على الدولة جراء هذه المشاركة؟

سؤالٌ مشروعٌ طبعاً، لكن من يسأل هذا السؤال فعليه أن يعرف أولاً طبيعة معرض إكسبو، فهذا المعرض ليس معرضاً تجارياً، لا مكان للصفقات التجارية فيه، ولا توجد عمليات بيع ولا شراء، لذلك فمن ينتظر عائداً مالياً وربحاً يُعوض تكاليف المشاركة، فإنه أخطأ في الاتجاه، من يبحث عن العائد فليستثمر في عقارات أو أسهم أو سندات خارجية، أما إكسبو فهو معرض الحضارة الإنسانية، ومعرض تتنافس فيه الدول لتثبت مكانتها الدولية، وتُبرز إسهاماتها وبصمتها الإنسانية، ومن يُرد أن يكون موجوداً هُنا مع الكبار فليكن كبيراً مثلهم!

جناح الإمارات في إكسبو ميلان تفوّق على الكبار، والإمارات تفوقت عليهم أيضاً في الفوز باستضافة إكسبو 2020، وهي بذلك تعرض للعالم مكانتها الحضارية الجديدة، وبكل فخر نقول إنها نجحت في ذلك، وهذا الإنجاز لا يقيّم بثمن.

لن يستوعب حجم الإنجاز من لم يرَ بعينيه اصطفاف مئات البشر من دول أوروبا المتقدمة، ووقوفهم على أرجلهم ساعات طويلة، فقط من أجل دخول جناح دولة سمعوا عنها الكثير، وجاؤوا بشغف من أجل رؤية ما سمعوا عنه، ولن يستوعب قيمة المشاركة في إكسبو من لم يرَ ملامح الدهشة والاستغراب والإعجاب في وجوه الآلاف أثناء رؤية مشاهد تعرض مدن الإمارات وحضارتها، ولن يستوعب ذلك أيضاً من لم يرَ دموع الأوروبيين وهي تنهمر أثناء عرض فيلم شجرة العائلة، الذي يصوّر معاناة أهل الإمارات قديماً، ودموع الفرح عقب انتهاء الفيلم، لما وصلت إليه الإمارات حالياً، إنها سُمعة عالمية لا تقدر بثمن أبداً.

الربح والخسارة لا يقاسان دائماً بالأرقام والدراهم، هناك أمور لا يمكن وزن وتقييم فائدتها بمقابل أو عائد مالي، فهي أهم وأثمن من المال، ولذلك نافست الإمارات وبقوة، وانتزعت الفوز بتنظيم إكسبو 2020، ولذلك فهي اليوم تواصل نجاحها في استقطاب الزوار وبالآلاف في جناحها في إكسبو ميلان، ولذلك فإن العالم بأسره يقف تحية لمواطني الإمارات أينما ذهبوا، إنها أمور لا تُشترى.

twitter@samialreyami

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر