5 دقائق

سلاح التعليم

الدكتور علاء جراد

بمناسبة بدء العام الدراسي، تذكرت عالمنا العربي الذي مازال ــ بالنية فقط ــ محاولاً اللحاق بالركب العالمي، بمحاولات غير فاعلة وغير جادة لأنها لم تعالج جذور المشكلة، فالسبب الرئيس لكل مشكلاتنا، كما لا يخفى على أحد، هو ضعف مخرجات التعليم، سواء على مستوى المدارس أو الجامعات أو مختلف مؤسسات التعليم الفني والمهني، ومازالت الجودة تمارس من خلال أكوام الأوراق والمراجعات الصورية، فالمعايير رائعة ومتاحة في الكثير من الدول، ولكن هذه المعايير موجودة على «الرف» أو المواقع الإلكترونية فقط ولا وجود لها داخل الصف، ولايزال هناك تخبّط شديد في إعداد المعلمين. ليس هذا فقط، ولكن تفتقد الكثير من الأنظمة الجانب التربوي وبناء الشخصية، والموضوع لا يحتاج إلى الاستشهاد بدليل أو إحصاءات، حيث إن المشكلة معلومة لنا جميعاً.

«لا يخفى علينا أن الدول التي نجحت وتقود العالم الآن قد نجحت بفضل التعليم».

لا يخفى علينا أن الدول التي نجحت وتقود العالم الآن قد نجحت بفضل التعليم، مثل اليابان، كوريا، ماليزيا وفنلندا، حتى فيتنام الآن أصبحت في مقدمة الدول الناجحة في التعليم، مازلنا نرسل أبناءنا إلى الخارج من أجل الحصول على تعليم ذي جودة عالية. إن الحل لمشكلاتنا يكمن في إعادة الأخلاق للصفوف الدراسية منذ السنوات الأولى، فالتعليم ليس مجرد حشو معلومات، ولكن ينبغي أن يسهم بالدرجة الأولى في بناء شخصية ووجدان المتعلم، مازالت التربية الأخلاقية غائبة من طرق التدريس ومازال التفكير الناقد، بل حتى التفكير المجرد في حد ذاته مجرد شعارات. إنني أرى ذلك كل يوم في مقابلات أجريها أو حوارات أسمعها أو أخطاء فنية جسيمة، سواء في الطب أو مجالات أخرى، بسبب ضعف مخرجات التعليم. ولا لوم على المؤسسات التي لا تقبل تعيين الخريجين ببساطة، لأن غالبية الخريجين بحاجة إلى إعادة تعليم وتعلم.

يقول نيلسون مانديلا: «التعليم هو أقوى سلاح لتغيير العالم»، إنه التعليم وليست الأسلحة التقليدية أو النووية، لو كان هناك تعليم حقيقي لما سمعنا عن «داعش»، أو جماعات الظلام التي أصبحت خطراً يهدد وجودنا في كل لحظة، لقد نسينا تعاليم المولى عز وجل، نسينا قوله تعالى «إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ» - فاطر 28، نسينا «وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا» – طه 114. ليس هذا فقط، بل فقد المعلم احترامه وهيبته، فبالأمس طالب يبصق على أستاذه، وطلاب يعتدون على معلمهم بل ينشرون ذلك على الإنترنت. متى سيتم اتخاذ إجراءات على الأرض لاستعادة التعليم واحترام المعلمين والعلماء! كم جامعة تستثمر في البحث العلمي وكم يبلغ ذلك الاستثمار؟ هل هناك أمل أم «مفيش فايدة»؟

@Alaa_Garad

Garad@alaagarad.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر