مزاح.. ورماح

«لو بتحبوا.. »

عبدالله الشويخ

لي وجهة نظر، ولك وجهة نظر، ولصديقك (المحترم) وجهة نظر ثالثة!

هل من مشكلة في هذا الأمر؟ إلى الآن يبدو أنك مثلي ومثل 400 مليون عربي، تدعي بأن لكل منا الحق في الحصول على وجهة نظره الخاصة باللون والطعم اللذين يراهما مناسبين، لكنك في أعماقك تقسم بأننا جميعاً لسنا سوى مجموعة من الحمقى، وتعبر عن رأيك بصراحة معي، وتخالف هواك حين يقول صديقك رأيه!

لا أعلم ما مشكلة الجميع أخيراً خصوصاً في القضايا الاقتصادية أو الاجتماعية، أن يثبت بأن حديث صديقه صحيح! لأنه صديقي، حسناً أفهم بأن الخوي خوي، وأفهم أنك تريد نصرته ظالماً أو مظلوماً، بمصطلح الجاهلية الأولى قبل (أبديت) الإسلام، لكن ما المشكلة في أن تشرح أو تسوّق وجهة نظر صديقك، دون الإصرار على أنها صحيحة، لأنك حين تسير في هذا الطريق فستجد نفسك مضطراً لأن تبرر له آلاف الأقوال والأفعال، وبعد فترة ستتحول إلى بوق آخر، وما أكثر الأبواق!

صديقك يرتكب أفعالاً مشينة.. «إنه يعاني عقداً نفسية»، صديقك يتلفظ بألفاظ قذرة.. «لقد كانت طفولته في فريج سيئ»، صديقك لا يحشم ولا يحترم.. «صدقني إن قلبه أبيض».

عباس، أبناؤك قتلى عباس، ضيفك راودني عن نفسي يا عباس،

عباسٌ يقظٌ حساسٌ، زوجته تغتاب الناس!

جرب أن تقول: يؤمن صديقي بكذا وكذا، وهذا رأيه، وضع نقطة ولا تكمل الحديث، فالجملة منتهية وتحمل معنى مفيداً، كما يقول علماء اللغة، لا داعي لأن تضيف لها المبررات، ومحاولة إقناع الآخرين برأي هو أصلاً ليس رأيك، في محاولة عبثية لإثبات أن صديقك لا يريد إلا الخير.

من قال لك يا سيدي إن من يرغبون في الخير ليست لهم آراء خاطئة؟ صاحب الاجتهاد له رأي وإن أخطأ، هذه الحقيقة التي يجب ألا تغيب عن أذهاننا، ونحن ننصب موازيننا، ونوزع الناس، كما اعتدنا، على الجنة والنار، ما المشكلة في أن فلاناً وفلاناً اجتهدا هنا وهناك وأخطآ؟ لمَ هذه السرعة الغريبة في تنصيب أصحاب أي رأي، كأعداء للمجتمع وعملاء للـ«سي آي إيه» والماسونية العالمية؟! لأنه يرى أن مبلغ مخالفات الرادار مبالغ فيه!

بين الإفراط في محاولة إيجاد أعذار لمن نحب، في آرائهم وتصرفاتهم، وإن كانت قذرة، وتفريط في تجريم وتخوين كل من يخالفنا الرأي، وإن كنا نعلم في دواخلنا بأنهم أقرب إلى الصواب والحق منا.

يبقى عباس في دائرته، إلى حين لافتةٍ جديدة!

Twitter:@shwaikh_UAE

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر