5 دقائق

المالديف تناديكم

الدكتور علاء جراد

كان قرص الشمس يستعد للغوص في مياه المالديف الشفافة، معلناً نهاية نهار جميل هادئ مليء بالراحة والسلام، وأسماك القرش الصغيرة تلعب وتمرح مع بقية الأسماك من كل الأنواع على جانبي الممر الخشبي الجميل، الذي يصل الميناء الصغير بجزيرة «بارادايس» أو الجنة، والتي تكاد تكون اسماً على مسمى، في حين يسبح الكثير من مرتادي الجزيرة في هدوء، وفي مزيج جميل من العائلات والعرسان الجدد، وأيضاً أزواج كبار السن واضح أنهم أكملوا رسالتهم في الحياة، وتفرغوا الآن لأنفسهم على أمل تعويض ما فاتهم. كل مكونات لوحة فنية رائعة تحتاج إلى رسام ليوثقها. لم أرَ مثل هذا المشهد من قبل، خصوصاً موضوع أسماك القرش.

«الذهاب إلى المالديف ليس بالأمر الصعب أو المكلف بالدرجة التي كنت أتخيلها، فسعر التذكرة من مطارات الإمارات يقل مثلاً عن سعر التذكرة إلى الأردن أو تركيا».

وكعادتي كباحث لم أستطع أن أحصل على إجازة من الفضول والأسئلة، وقد اطلعت على بعض المعلومات أغلبها كان جديداً بالنسبة لي، أشارككم اليوم بعض هذه المعلومات، بداية الذهاب إلى المالديف ليس بالأمر الصعب أو المكلف بالدرجة التي كنت أتخيلها، فسعر التذكرة من مطارات الإمارات يقل مثلاً عن سعر التذكرة إلى الأردن أو تركيا، كما أن أسعار الفنادق أقل من أسعارها في بعض الدول العربية، وتبلغ المسافة نحو أربع ساعات بالطائرة. أما مستوى الخدمة والنظافة والاهتمام فيفوق في مستواه الكثير من الدول المعروفة في مجال السياحة، أضف إلى ذلك الأمان التام والكامل وكذلك راحة البال، حيث لن تنزعج بحمل أموال نقداً أو حتى بطاقة ائتمان، لأن الجزيرة بالكامل عبارة عن منتجع واحد، فغالبية الجزر تحتوى على فندق وحيد به كل الكماليات التي يحتاجها الزائر، ويتم تحميل كل الطلبات على فاتورة الغرفة.

المالديف هي جمهورية مستقلة تدين بالإسلام، وغير مسموح سوى للمسلمين بأن يكونوا مواطنين مالديفيين، وتتكون من 1190 جزيرة تقريباً، وتقع في المحيط الهندي، والمأهول منها 200 جزيرة، ولدى حكومة المالديف خطة لتعمير 50 جزيرة خلال الأعوام الخمسة المقبلة، عدد السكان نحو 350 ألف نسمة، منهم 120 ألفاً يعيشون في العاصمة مالي، والتي يبلغ طولها كيلومترين وعرضها 1.5 كيلومتر، وتعتبر من أعلى المدن كثافة سكانية على مستوى العالم. تستورد المالديف 98% من احتياجاتها وتصدر الأسماك، وتعتمد في دخلها على السياحة، وتراوح درجة الحرارة بين 29 و31 درجة مئوية على مدار العام. يمتاز أهلها بالتواضع والهدوء، واحترام ضيوفهم، وقد صادف الأسبوع الماضي الاحتفال بعيد الاستقلال الخمسين، وقد وافقت الحكومة، أخيراً، على تعديل في الدستور يسمح للأجانب بتملك بعض الجزر، لذا إن كان لديكم فائض للاستثمار.. فالمالديف تناديكم!

Alaa_Garad@

Garad@alaagarad.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر