مزاح.. ورماح

«السروال» والسياسة..

أحمد حسن الزعبي

لا أدري ما العلاقة بين «السروال» والسياسة في هذه الأيام؟! فكلما شاركت دولة أوروبية في حرب بشكل مباشر أو غير مباشر، خرج بعض مواطنيها وخلعوا «بلايزهم» و«سراويلهم» في الشارع، وتظاهروا عراة، وكلما تم توقيع اتفاقية ما، مع دولة ما، خرج بعض الناشطين وخلعوا سراويلهم في الشارع، وتظاهروا عراة، وكلما أقر قانون جديد، ينزع حقوقاً من فئة، أو يعطي حقوقاً لفئة، خلعوا «سراويلهم»، ونزلوا إلى الشارع «ع الجنط»، عراة، حتى أصبح الشارع «غرفة قياس» كبيرة للقرارات السياسية.

أثناء زيارة أوباما إلى كينيا، عقد أكثر من 500 ناشط بأحد الأحزاب الكينية العزم على استقبال الرئيس الأميركي عراة، تماماً، رجالاً ونساء، لا يكسوهم شيء سوى «الخواتم» بأصابعهم فقط، محتجّين على مصادقة أوباما على زواج المثليين في أميركا، وبرر بعض المشاركين في «الخلع» قرار «التعرّي» هذا بأنه فقط ليبرهنوا للرئيس باراك على الفرق بين الرجل والمرأة «ع أساس أنه الأخ مش عارف»! طيب أطلقوا اللحى والشوارب في ذلك اليوم، سيعرف الفرق بين الذكر والأنثى من خلال النصف الأعلى، ليس بالضرورة أن تعطوا الرجل درساً تشريحياً حتى يحصل على البرهان القاطع.

نحن العرب «أعقل الشعوب» على وجه الأرض، وأحكمها، باحثون عن «السِتر» حتى في «عزّ» حرّ التحالفات، لا نخلع صمتنا حتى في «بانيو» المكاشفة الذاتية بيننا وبين أنفسنا، ثم من جانب آخر ماذا تفيد «تقليعة» قلع «الأواعي» هذه؟ تخيلوا لو أننا نفعل كما تفعل الشعوب الأخرى، كنا سنتعرى احتجاجاً على موقف أميركا في حرب غزّة 2014، كنا سنتعرى احتجاجاً على موقف أميركا مما يجري في العراق، كنا سنتعرى احتجاجاً على ضمان التفوق العسكري لإسرائيل على الدول العربية، كنا سنتعرى احتجاجاً على إعطاء الضوء الأخضر لبناء المستوطنات، كنا سنتعرى على اقتحام اليهود المسجد الأقصى على مرأى ومسمع من العالم العربي والإسلامي كله، كنا سنتعرى احتجاجاً على التدخل الأميركي في الشؤون والسيادة العربية، كنا سنتعرى احتجاجاً على توقيع الاتفاق النووي مع إيران وإدارة ظهرها للعرب، هل عرفتم كم كنا سنتعرى؟!

باختصار نحن أمة حروب وفتن داخلية وخارجية، وصراعات مذهبية وإقليمية، لن تنتهي ما حيينا، إذا بقينا نتحجج بخلع السراويل كلما فُقد وطن أو اجتزئ منه إقليم أو محافظة، سنتحول إلى 300 مليون طرزان ناطق باللغة العربية.

ahmedalzoubi@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر