مزاح.. ورماح

حشيش رمضاني..

أحمد حسن الزعبي

درجت العادة أن يتم ذكر بعض الإحصاءات الطريفة في نهاية الشهر الفضيل من استهلاك الوطن العربي لبعض السلع الرمضانية: 12 ألف متر مكعب من التمر الهندي، مليار حبة قطايف، 17 ناقلة جوز الهند، وغيرها. مع أن لدي تحفّظاً على هذه الإحصاءات كيف وصلت إلى هذا الحد من الدقّة؛ لكن في الوقت نفسه تفشل في قياس جيوب الفقر والبطالة والفساد الحكومي في معظم الدول العربية.

لكن الإحصائية المرعبة ما نشره موقع «سكاي نيوز» العربية، نقلاً عن المرصد الإعلامي لصندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي التابع لوزيرة التضامن الاجتماعي المصرية، التي تقول فيه إن 14% من إجمالي مشاهد الدراما المصرية خلال النصف الأول من شهر رمضان الحالي تضمنت تدخين وتعاطي مخدرات بواقع 990 مشهداً درامياً قدرت مدتها بمعدل 27 ساعة و48 دقيقة من «الترويج» الدرامي للتعاطي. وفي مسلسل واحد فقط بلغت مشاهد الحشيش والتدخين أربع ساعات و30 دقيقة؛ أي نصف عدد المشاهدة المبثوثة في النصف الأول من رمضان تحتوي على حشيش ودخان في هذا المسلسل فقط، ومن المحتمل أنها ارتفعت لتشكل نحو خُمس المشاهد من إجمالي الأعمال الدرامية.

تخيلوا أن ما يراوح بين 15 و20% من مشاهد دراما رمضان تحتوي على «حشيش» رمضاني كامل «السمّ»، تخيّلوا أن رمضان الموسم رقم واحد بالنسبة للدراما، وأكبر تجمع للنجوم في شهر واحد يكون زمناً ملائماً لبعض صناع الدراما لإيصال رسائل خفية تشجع على الحشيش والدخان.. البطل المحبوب لدى فئة الشباب يظهر بمظهر غير المبالي (الفتوّة)، أو خفيف الدم، صائد النساء، صاحب الطرفة والسطوة، الغني، القوي، المتسلّط.. والمحشش في الوقت نفسه؛ ليصبح القدوة بحسناته وسوءاته.

ما بث في الدراما خلال رمضان خطير وخطير جداً.. يجب الوقوف عنده.. إنه «حقنة» مخدر بــ«دوز» مرتفع.

ahmedalzoubi@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر