شيري وشرطة عجمان!

«الحب في متناول الجميع، أما الصدقة فهي امتحان القلب».. مثل فرنسي.

عندما قرأت قصته قبل أيام في الزميلة «البيان» أعجبت به وراودتني فكرة تكريمه، فذهبت إلى مديري طالباً منه ذلك، وقد وافق مشكوراً، في حفل إفطارنا السنوي بالإدارة، ليكون ضيف شرف الحفل مع كلمة بسيطة منه تروي قصة حياته للحاضرين، فمن هو «أشرف شيري»؟

وصل «شيري» إلى الدولة عام 1999 قادماً من بلدته في «كيرالا» الخضراء الجميلة، عمل في بداية أمره في ميناء عجمان لمدة ثمانية أعوام براتب ضئيل، وبعد ذلك انتقل إلى العمل الحر، إلا أن حادثة وفاة أحد أقاربه كانت نقطة تحوّل في حياته؛ ليسخرها في عمل إنساني قد يغفل عنه الكثيرون.

وهب أشرف شيري جهده ووقته وماله لمساعدة من يتواصل معه في استخراج أوراق تسفير جثامين الموتى من مختلف البلدان دون تمييز للون أو عرق أو ديانة، وبذلك أصبح معروفاً لدى الجهات المحلية المختصة وفي سفارات وقنصليات الدول المختلفة. خلال هذه السنوات نقل شيري 2000 تابوت، ما حدا برئيس الوزراء الهندي إلى تكريمه الشهر الماضي، علاوة على مشروع قادم لتحويل تجربته هذه إلى فيلم سينمائي.

أما شرطة عجمان، فقد أطلقت مبادرة إنسانية رائعة خلال هذا الشهر الفضيل أسمتها «إكرام الراحلين»، وخصصت لها دورية مزودة بكامل التجهيزات لنقل الجثامين إلى المقبرة، بالإضافة إلى إنهاء كل إجراءات المتوفى بالسرعة القصوى، كل ذلك بهدف الوقوف إلى جانب أهل المتوفى في ظروفهم الإنسانية التي يمرون بها.

مثل هذه المبادرة ليست غريبة على قيادة هذا الجهاز الذي يعشق التميز، والمشهود له بالتواضع من خلال إطلاق مثل هذه المبادرات الرائعة التي تعزز دورها الإنساني، يكفي أن نعلم أن شرطة عجمان حازت 42 جائزة عالمية ومحلية خلال العامين الماضيين فقط، من أهمها: فئة «الإدارة الاتحادية المتميزة» في جائزة محمد بن راشد للأداء الحكومي المتميز، فشكراً لهم.

يقول الحبيب المصطفى، صلى الله عليه وسلم: «إنما يرحم الله من عباده الرحماء»، فما أروعها من رحمة عندما تيسر على معسر، وتكون خير معين لمكروب. أعزّاءنا الكرام مَنْ يُرد المساهمة في ذلك يمكنه التبرع بواسطة الرسائل النصية لمشروع «تفريج كربة» على الرقم 6603، قيمتها 20 درهماً.

madhloom@hotmail.com

Saeed_AlSuwaidi@

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .