مزاح.. ورماح

شعبولا وميسي..

أحمد حسن الزعبي

يطيب لي الحديث إلى «الخرّاطين» ومحترفي الكذب من أخذ وعطاء وتفاعل كبير.. لأنهم يدهشونني بقصص محبوكة بخيوط «الأحلام»، حتى خيالي لا يمكنه اصطيادها في لحظة صفاء فريد، لذا غالباً ما أسلم تعابير وجهي للاندهاش والتصديق لزيادة نكهة «الكذبة».. مثلاً قابلت قبل أسبوعين سائق «تاكسي»، وأثناء الحديث حاول التعرف على مهنتي.. فأخبرته أن الكتابة لا يمكن أن تنحصر في قالب واحد فقد تكون كاتباً صحافياً وقصصياً في الوقت نفسه، وقد تكون كاتباً قصصياً وكاتب سيناريو أو كاتباً مسرحياً، فأطلق صفيراً طويلاً ثم ضرب كفاً بكف على «قلّة الحظ».. سألته عن سبب الانفعال المفاجئ، فردّ قبل أيام «طلعت معي بالسيارة نادين لبكي وسألتني إذا بعرف حدا كاتب سيناريو عشان يكتبلها فيلم.. أخّ لو كنت أعرفك!»، فتحت عينيّ على اتساعهما ولففت عن الكرسي مؤكداً: «نادين لبكي»؟ قال: «نعم، نادين صديقتي»، وعندما وضع الغماز شِمالاً ودخل من شارع فرعي قال لي: «طيب عمرك فكرت تكتب كلمات أغاني»! قلت له: «لي بعض المحاولات لكن معظمها ساخر»، فطلب مني كلمات «رومانسية» بأسرع وقت، قلت: سأحاول.. قال وهو يرش الماء على زجاج السيارة ويضغط على ذراع الماسحات.. يا ريت لأنه «إليسا طلبت مني.. شاعر أغاني» قالها بصوت خافت.. عندها التصق لساني بسقف حلقي من الفرحة، وأخيراً سألتقي بإليسا وجهاً لوجه عن طريق هذا السائق الطيب، الحمد لله يا رب، ثم تابع.. مين بدك؟ هيفاء، نانسي، ميريام فارس، صباح فخري كلهن صديقاتي! بس أكثر وحدة بحبها صباح فخري! وعندما أخرجت تنهيدة مصطنعة على رغبتي في العمل مع اليسا.. أطلق عليّ رصاصة الرحمة قائلاً: أمس أوصلت أحمد زكي إلى المطار، وسيأتي بعد شهر ليصور مشاهد من فلمه الجديد.. «خلااااص.. نزّلني هون بعد إذنك».

تذكّرت هذا الشخص الظريف عندما قرأت مقابلة للمطرب شعبان عبدالرحيم يدّعي فيها أن لاعب كرة القدم الشهير «ميسي» يقلّده في ملابسه وحركاته، وأن أي بدلة يرتديها شعبان عبدالرحيم يحاول ميسي أن يصمم ألوانها نفسها و«رسماتها» ليرتديها في مناسباته العامة.. ميسي يقلّد شعبولا؟ ترك العالم ودور الأزياء وبدأ يتابع «جاكيتات تشبه الستائر».. ثم ما الذي سيقلده بالتحديد؟ ارحمنا يا أخ شعبان..

طبعاً هذا لا يعفي ميسي من أن هناك إجماعاً عالمياً على أن «ذوقه» زي العمى هو الآخر!

ahmedalzoubi@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر