5 دقائق

نختلف ويبقى الدين والوطن

خالد السويدي

تصادفني أحياناً تلك الكتابات والتغريدات التي تحرض على العنف، كما أقرأ تغريدات لأطياف وعقليات مختلفة على وسائل التواصل الاجتماعي، أجد المجرمين والأبرياء، وقلة معدودة من الحكماء الذين يحاولون احتواء الفتن والمشكلات قبل أن تنفجر ليكتوي بها أفراد المجتمع.

هناك فتاوى جديدة يستغلها الحمقى في غسل أدمغة المغرر بهم.

وبمجرد أن تحدث مصيبة أو عمل إرهابي تخرج الاتهامات في جميع الاتجاهات، من شجّع وحرّض وأفتى بالعنف يهرب إلى أقرب جحر ليواري سوءته متبرئاً مما حدث، أو متجاهلاً كأنه لا شأن له، وآخرون يستغلون ذلك لمواجهة الخصوم، وليت الهجوم في حق من حرّض وأفتى، بل يصبح الدين والمذهب في دائرة الاتهام، لا لشيء إلا لأن من ارتكب الجريمة قد أطلق اللحية، وأخذ الأفكار والفتاوى من أحمق لا يرى الإسلام إلا دين عنف وإرهاب وسفك دماء كل من اختلف معنا عقائدياً وطائفياً وعرقياً.

ثم يبدأ الضرب بطرق أخرى، ليمارس البعض أسلوب التحريض على الطرف الآخر، ويتفنن فلان وعلان سواء بحسن نية أو سوء نية في وضع القوائم المختلفة، قائمة بأعداء الدين ومحاربي الإسلام، وقائمة بالمحرضين التكفيريين، وقائمة ثالثة لا نعرف تصنيفها أو موقعها من الإعراب بين ليبرالي وداعشي وعلماني و60 ألف تصنيف لا أعرفه ولا أفقه فيه.

إذا ما كنت سعيد الحظ، ستجد تحليلات متزنة تُشخص العلة وتضع الدواء، ولابد كذلك أن تمر عليك تحليلات عاطفية يؤخذ منها ويرد، إنما الطرف الأخبث فهو ذلك النوع الذي يقتات على الخلافات ويبث الفتنة، من خلال سعيه إلى ضرب هذا بذاك، ليؤجج العداوة بين بقية الأطراف.

عندما نتحدث عن الإرهاب فهو بالتأكيد مشكلة تتعلق بالفكر التكفيري، توجد فتاوى قديمة يروج لها البعض، وهناك فتاوى جديدة يستغلها الحمقى في غسل أدمغة المغرر بهم، كما لا ننسى أن هناك العديد من العوامل المساعدة التي تشجع على انتشار هذه الأفكار من بينها الفقر والجهل والظلم.

استفزاز المتدينين لن يحل المشكلة، والدخول في جدل بيزنطي لن يقدم ولن يؤخر، نحن نحتاج دائماً إلى تدخل العقلاء من علماء الدين الذين لديهم القبول والاحترام من أطياف المجتمع كافة، نحتاج إلى مخاطبة العقول والقلوب بالحكمة والموعظة الحسنة لتغيير هذه الأفكار، ويجب أن نقف صفاً واحداً مهما كانت أفكارنا مختلفة، ولا نعطي أي فرصة لتجار الدين وغيرهم ليستغلوا أي اختلاف.. نعم نختلف أحياناً ولكن سنقف بالمرصاد ضد كل ما يهدّد أمن الوطن.

Emarat55@hotmail.com

Twitter: @almzoohi

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر