كل يوم

نموذج حمدان.. مفتاحُ الاطمئنان

سامي الريامي

من شاهد حفل افتتاح بطولة ند الشبا الرياضية (ناس 2015) سيُدرك تماماً ما كنت أرمي إليه في مقال أول من أمس، فالبطولة هي حاضنة مفيدة للشباب والمراهقين، وهي استثمار في طاقاتهم ومواهبهم، وهي مكانٌ آمن لعقولهم يحفظهم من أي تلوث فكري قادم من الشرق أو الغرب.

ركّز حفل الافتتاح الرائع على غرس القيّم والأخلاق الإسلامية، وعزّز هذه المبادئ على شكل مسرحية مصورة على شاشات ضخمة، ومربوطة فعلياً وتكاملياً بتمثيل حقيقي على ساحة الصالة الرياضية، تعرض حياة أسرة إماراتية، يهتم الأب بأبنائه، يصطحبهم إلى المسجد للصلاة، ويجلس معهم لمناقشتهم، ويتابعهم في «الفريج» حيث ساحة اللعب مع نظرائهم، يُوجههم، ويحثهم على الرياضة، والتغذية السليمة، وفي ذلك رسالة واضحة لجميع أولياء الأمور، مفادها أن الأسرة هي أساس الجيل الجديد، وهي البذرة التي تتفرع منها الأشجار، وهي منبت ومكان خروج الأبطال في كل المجالات.

حمدان هو النموذج والقدوة التي يتشرف الآن كل شاب إماراتي بأن يُقلدها، وهو الشخصية التي يُراقبها جيل كامل، يَحذُون حذوه،ولاشك في أن وجود هذا النموذج سيُسهم بشكل فاعلٍ في التأثير الإيجابي لجيل جديد يمُر بظروف استثنائية صعبة.

معظم فقرات المسرحية جاءت في المنزل، بعيدة عن المسابقة والبطولة، وهذا فعلياً يُثبت أن بطولة ند الشبا الدولية ليست مجرد بطولة رياضية، ولا هي مكان لتضييع الوقت، بل هي قيم وأخلاق، ووقتٌ ثمين يبني عقول وأجسام شباب الإمارات، وينمي مهاراتهم، ويُبعدهم عن كثير من مخاطر هذا الزمن الخطرة.

امتلاء الصالة الرياضية، أمس، عن بكرة أبيها بالشباب، وإقبالهم منقطع النظير على هذه البطولة، هما إنجاز في حد ذاته يُحسب لجميع من اجتهد ونظم، ومشاركة أكثر من 3500 لاعب يتنافسون في مختلف المسابقات التي تضُمها البطولة، إنجاز آخر، ووجود شباب ومراهقين متطوعين في التنظيم والمساعدة هو إنجاز ثالث، والمحصلة النهائية هي حِفظ هؤلاء جميعاً من كل مخاطر الأفكار الهدامة، وإبعادهم عن متناول كل السموم، وتهيئتهم بدنياً وإدارياً للمشاركة في خدمة الوطن والمجتمع، هذا الإنجاز لا يقدر أبداً بثمن.

سمو الشيخ حمدان بن محمد آل مكتوم، راعي البطولة، وسبب نجاحها الكبير في فترة زمنية قصيرة لا تتجاوز ثلاث سنوات، شكّل بأفعاله وأخلاقه وحبه للرياضة، النموذج والقدوة الحسنة للشباب، هذا النموذج المتميز الذي افتقده شبابنا فترة زمنية طويلة، أدى إلى اتجاههم إلى نماذج سلبية أسهمت في تمييع شخصياتهم، وتسطيح عقولهم، وضياع شخصياتهم، إلى أن بزغ نجم حمدان، ذلك الشاب الخلوق المتواضع المغامر، الذي يعشق التحدي والرياضة، ويكره التقليد الأعمى، والكسل والاتكالية، ذلك الشاب الذي يضع إسعاد الناس ومساعدتهم في أعلى أولوياته، ويُحب وطنه ومجتمعه وقادته، يعشق التحفيز، ويبث الطاقة الإيجابية أينما حل.

حمدان هو النموذج والقدوة التي يتشرف الآن كل شاب إماراتي بأن يُقلدها، وهو الشخصية التي يُراقبها جيل كامل، يَحذُون حذوه، ويلبسُون مثله، يتّبعون خطواته، ويُمارسون هواياته، ولاشك في أن وجود هذا النموذج سيُسهم بشكل فاعلٍ في التأثير الإيجابي لجيل جديد يمُر بظروف استثنائية صعبة، وتُحيط به التحديات والمخاطر من كل اتجاه، ولاشك أيضاً في أن من يتجه من هؤلاء الشباب ليكون من نموذج حمدان فإنه رسم خطوات النجاح لحياته، وجلب السعادة والفرحة والطمأنينة لأسرته ومجتمعه ووطنه.

twitter@samialreyami

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر