كل يوم

ما لا يستطيع التصريح به المسؤولون عن «إكسبو دبي»!

سامي الريامي

ليست مبالغة، ولا هي ثقة بالنفس زائدة، ومن دون أي زهوٍ أو تعالٍ، دبي ستنظم أروع وأجمل معرض إكسبو بشكلٍ عام في 2020، لا يوجد لدينا أدنى شكٍ في ذلك، وليس في ذلك أي تقليلٍ من شأن أحد، لكنها حقيقة مبنية على مؤشرات المستقبل، ومدعومة بتجارب من الماضي، ليس في ذلك مبالغة، بقدر ما هي ثقة مسؤولة.

لم يسبق أن نظّمت دبي حدثاً عالمياً ولم تحقق فيه الريادة والعلامة الكاملة في التنظيم، ولم تتخلَّ يوماً عن لفت أنظار العالم، ولم يسبق أن استعدت دبي أو خططت لاستضافة حدثٍ ما، وتركت الأمر للمصادفة.

لم يسبق أن نظّمت دبي حدثاً عالمياً ولم تحقق فيه الريادة والعلامة الكاملة في التنظيم، ولم تتخلَّ يوماً عن لفت أنظار العالم، كما أنها لم تتنازل أبداً عن كلمات الإطراء والإعجاب والإشادة، عقب كل حدث أو فعالية أو مؤتمر تحظى باستضافته، ولم يسبق أن استعدت دبي أو خططت لاستضافة حدثٍ ما، وتركت الأمر للمصادفة، بل إن كل التفاصيل الدقيقة يُحسب حسابها، تلافياً لأي طارئ أو خطأ.

لا يمكن، بل يستحيل، أن تبدأ دبي العمل لاستضافة معرض أو حدث عالمي، أو حتى بطولة رياضية، قبل الانطلاقة بأشهر قليلة فقط، فالتخطيط والعمل يبدآن مبكراً جداً، وهذا ما لم يحدث في إكسبو ميلان، حيث كانت هناك مخاوف من ألا يبدأ المعرض في وقته، والأغرب أنه رُغم افتتاح المعرض رسمياً، ظل كثير من الأعمال غير مستكمل، والعمل لايزال جارياً لاستكماله، رغم مرور الشهر الأول على انطلاق المعرض، بل إن جناح إيطاليا ــ الدولة المنظمة للمعرض ــ لايزال غير مكتمل، وتم افتتاح أقسامه تدريجياً عقب افتتاح إكسبو، في حين أن العمل على تجهيز مقر إكسبو دبي 2020 انطلق فعلياً بحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، موقع المعرض، قبل أن ينطلق إكسبو ميلان 2015!

المسؤولون عن تنظيم جناح الإمارات في إكسبو ميلان، والمسؤولون عن تنظيم إكسبو دبي 2020، لا يستطيعون أبداً التصريح بمثل هذه الكلمات، كما أن سفير الإمارات في إيطاليا، صقر الريسي، امتنع عن إجابة سؤال للإعلاميين حول سلبيات معرض إكسبو ميلان، ومدى قدرة دبي على تجاوزها، لكننا كإعلاميين زُرنا إكسبو ميلان، ونعرف تماماً إمكانات دولتنا وقدرتها على خوض غمار التحدي، نستطيع أن نُجيب ونؤكد، من دون تحفُظ أو دبلوماسية، بأن دبي ستتفوق على ميلان وغيرها في تنظيم معرض إكسبو، وأن ما حدث أو يُمكن أن يحدث من سلبيات، أو تأخير، أو عدم جدية، أو تعقيدات وروتين وصعوبات، في ميلان وغيرها، لا يمكن أبداً أن يحدث في دبي، والعالم حتماً سيندهش بقدرة دبي على منح التسهيلات، والقضاء على البيروقراطية والروتين، عندما يحين الوقت لتجهيز أجنحة الدول المشاركة، كما أنه سيندهش بسهولة الوصول، وتوافر الإمكانات، والسرعة في توفير المتطلبات، وقوة ووفرة الدعم اللوجيستي بالسرعة الفائقة!

ميلان ليست محظوظة أبداً، لأنها نظمت المعرض قبل دبي، فالعالم سيُشاهد هُنا الفرق بعد خمس سنوات، ليس في ذلك زهو ولا ثقة زائدة، بل لأن أخطاء ميلان غير مقبولة، ولا يمكن أن تحدث في دبي إطلاقاً، ولاشك أيضاً في أن المدينة التي ستنظم إكسبو 2025 هي أقل حظاً من ميلان، لأن دبي اعتادت أن تُتعب من بعدها!

دبي ستنجح، لأنها تهتم بالتفاصيل، وتلتزم الدقة في العمل، ولأنها تعمل بروح فريقٍ واحد متناغم، يسعى لتنفيذ رؤية واضحة لا مجال للتهاون في تنفيذها، ودبي ستنجح، لأن هناك قائداً لا يترك الأمور للمصادفة، يُتابع، ويُحفز، ويبذل جهداً غير مسبوق لرفعة اسم بلاده، ولا يرضى بأقل من المركز الأول، ودبي ستنجح لأنها تعرف كيف تُسخر الإمكانات، وتتجاوز العقبات، ولا تبخل أبداً برصد الميزانيات، فمن يُرد المركز الأول عليه أن يكون جديراً بذلك، في كل المستويات، الإدارية والتنظيمية والمالية، وهذا ما استوعبته الإمارات في كل خطواتها التنموية والتطويرية.

twitter@samialreyami

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر