مزاح.. ورماح

الحال واقف..

أحمد حسن الزعبي

لست بحاجة إلى تقارير اقتصادية ولا إلى دراسات متخصصة ولا إلى منحنيات النمو النائمة.. فكلما شاهدت التاجر «جالس» اعرف أن «الحال واقف».

ثم إنه بمجرد دخولك إلى الأسواق الشعبية وإلقاء نظرة سريعة على أفواه الباعة المفتوحة، ورصد النعاس الذي يثقل جفونهم من خلف الزجاج، ستعرف تماماً أن «الركود» صار يعاني من سمنة مفرطة بسبب قلة النشاطات التجارية وعلى مختلف القطاعات.

أحد التجار لف رأسه مرتين وهو يحدّثني ثم قال «85»، وعندما سألته ماذا يقصد بـ«85»، قال إن الفراغ فجّر مواهب عنده وعند زملائه في المحال التجارية، مثلاً هو صار يتقن عدّ الذباب الذي في محل وخارجه من باب التسلية، وأن الرقم «85» كان رقم الذبابة الأخيرة التي رصدها في تلك اللحظة، ثم أشار إلى جاره صاحب محل الأقمشة، حيث برزت لديه هواية عد بلاطات الشارع.. أما جاره الحلاق فقد شرع في عمل تسريحات جديدة و«واكس» لإصبع رجله الكبير بسبب قلة الزبائن، أما اللحام فصار يقلب خروفه ذات اليمين وذات الشمال علّه يفلح في بيع طرف من أطرافه الأربعة.. سألته ما سبب الركود.. قال كما تعلم: «داعش» و«الحوثيين» والحروب وغيرها.

صاحب كافتيريا صغيرة في حي شعبي يقلي كل يوم كوماً من الفلافل.. لكنه لا يبيع ربع المعروض.. فيضطر إلى أكل المنتوج المتبقي خوفاً من الإتلاف، سألته عن سبب قلة البيع وضعف الحركة، وتحديداً في المطاعم التي تجارتها لا تبور على الإطلاق.. فتذرّع بـ«داعش» والحوثيين والحروب.. سألته إن كان تنظيم داعش قد احتل المقلى بعملية إنزال في زيت القلي خاصته ومنع الشعب من تناول الفلافل، قال: لا.. قلت له: هل يعتبر صحن الحمص من الموالين للرئيس منصور هادي؟ قال: لا.. قلت فما علاقة الحروب بأكل الشعوب إذاً؟ على ما يبدو هناك فقدان شهية على مستوى أممي.

أنا أؤمن بأن النشاط التجاري مثل شطري الكرة الأرضية.. إذا نشط في جهة نام في جهة أخرى من العالم، ثم تدور الدائرة.. لكن الغريب أن الكل في سبات هذه الأيام من مصانع الصين الكبرى.. إلى «بانيو» غاسل الأموات/ الحاج سلامة.

ahmedalzoubi@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر