5 دقائق

أنفاسك دخون يا محمد!

د.سعيد المظلوم

الإبداع جزءٌ من قدراتنا، وكلٌ منا يملك جزءاً منه – محمد هلال

في الماضي: لم يكن محمد مجردَ صديق بل كان أخاً، عشنا المراحل الدراسية معاً، واشتركنا في هواية «تنس الطاولة» لعبناها في نادي الشارقة ثم في نادي النصر. عرفتُه منذ صغره عاشقاً «للماركات»، وكانت له رحلة مثيرة في عوالمها، فماذا حدث خلال هذه الرحلة؟

مضت خمس سنوات من العمل شعر خلالها بالحب للطيران، ولكنْ ليس وظيفةً!

التحق محمد بالقوات المسلحة «رقيباً دارساً» لدراسة الهندسة الكيميائية، ولكن تم إلغاء البرنامج، فذهب إلى بيروت لدراسة القانون ولم يستمر، وتجربة ثالثة لدراسة علوم الحاسوب إلا أنها لم تكتمل، ولعلّه كان على موعد مع مهنة جديدة ليتم اختياره طياراً في طيران الإمارات ويلتحق ببرنامج دراسي استغرق ثلاثة أعوام، وكان من مقتضياته تجوال ما بين أميركا وبريطانيا والإمارات ليصل إلى حلمه بعد طول انتظار. مضت خمس سنوات من العمل شعر خلالها بالحب للطيران، ولكنْ ليس وظيفةً! بل توجُّهاً، وهكذا انطلق من مشروع تجاري إلى شركة تجارة عامة إلى مجال الديكورات، فبيع وشراء السيارات ثمّ رسا في النهاية على افتتاح مطعم أو محل للعطور. وذاتَ يوم تناهى إلى سمعه أن مطعماً على وشك الإقفال وسرعان ما تفاهم مع صاحبه على شرائه، إلا أن الصفقة لم تكتمل، فكان القرار الحاسم بأن يفتح محلاً للعطور، وكانت البداية في المزهر سنتر وأسماه «هند العود».

بدأ محمد بداية جيدة في سوق من أهم سماتها «التنافسية»، فهناك علامات تجارية عالمية في عقول البعض لا تضاهى، ولأنّ محمد يحب التحديات فقد خاطر بكل ما يملك، وكان سلاحُه «شغَفَه» بما يقوم به، ولهذا خطط للتوسع التدريجي فكان التعاون مع السيد عبدالله الفهيم ومحال «باريس غاليري»، التي ساعدت محمد على الانتشار والشهرة بصورة أكبر. وبما أنّ محمد يعشق التفاصيل فقد سافر ذات مرة إلى فرنسا للالتقاء بأحد المستشارين في مجال العطور، وفي نهاية اللقاء سأله: كيف لي أن أُصبح أفضل من «شانيل»؟ فكان الرد: مستحيل، لأنّ «شانيل» لها من العمر 120 عاماً! الجدير بالذكر: اليوم ماركات محمد العطرية الثلاث «هند العود – أنفاسك دخون – خلطات» تحتل المراكز الثلاثة الأولى الأكثر مبيعاً في «لافاييت دبي مول».

المستقبل والحلم: خلال هذا العام سيطلق محمد هلال 10 علامات تجارية جديدة في مجال العطور والجلود والشوكولاتة، سألته، بمَ تحلم؟ قال: أحلم بأن تكون شركتي الأولى في العالم التي تصنع «علامات تجارية» من الصفر!

فهل تذكرون شغف محمد «بالماركات» في صغره!

صديقي محمد، ربي يوفقك، ربي يبارك.

madhloom@hotmail.com

@Saeed_AlSuwaidi

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر