كرة قلم

أنشيلوتي ذهب!

حسن الجسمي

عزيزي القارئ، كيفما قرأت الكلمة الثانية من عنوان المقال، هكذا يراه المدريديون.

أنشيلوتي ذهب:

سيبقى في أعين نصف المدريديين الأوفياء أنه رجل أتى بالذهب، وهي البطولة الأوروبية العاشرة المستعصية، التي جعلت رئيسهم يصرف ما يقارب مليار ونصف المليار يورو ليجلبها، وعندما حصل عليها، كان نصفهم الآخر يطالب بتمثال لهذا الإيطالي في هذا الوقت من العام الماضي، لأنه حقق لهم حلماً راودهم منذ 12 عاماً!

أو ربما قرأتها أنشيلوتي ذهب:

من بطل قومي يا أنشيلوتي ورجل للتاريخ إلى رجل بلا وظيفة.

بعضهم يقولها ويقصد بها رحل وأراحنا، فهو لم يحقق منذ عشرين عاماً من مسيرته التدريبية سوى ثلاث بطولات دوري، ونحن بحاجة إلى مدرب ثوري يفعل المستحيل مع فريقنا البطل، لأنه من المستحيل أن يخرج ريال مدريد خالي الوفاض من الموسم أو «بخفي أنشيلوتي» رغم أنه حقق 92 نقطة أحرز السوبر الأوروبي، وكأس العالم للأندية!

صدق من قال إن الإعلام والجمهور ينسيان سريعاً، فهذه المقولة تنطبق على أغلب المدريديين، فمن بطل قومي يا أنشيلوتي ورجل للتاريخ إلى رجل بلا وظيفة، سيرحل وسيحصل على نصف راتب الموسم المقبل فقط، ياله من إجحاف، أين الإنصاف؟ أهكذا يترك الأبطال؟ أهكذا يرحل الخالدون من البيت الملكي؟

اغلب ما يحدث سببه الإعلام المقرب، الذي يملك بيريز أسهماً في أغلبه، هذا الإعلام الذي يؤثر ويمهد وينقل الحصريات بكل هدوء وضجة وانفراد، تارة يشعر الجماهير بأن الألماني كلوب قادم، وتارة يشعرهم بأن بينيتيز الإسباني هو الخليفة، أصبحوا ينشرون إنجازاتهم وأرقامهم الرهيبة في التدريب، حتى أشعروا المتابعين والعالم بأسره بأن أنشيلوتي لا يصلح لتدريب كرة القدم، كل ذلك كان تمهيداً لإعلان الرئيس إقالة أنشيلوتي، والمضحك أنهم بعد ذلك أعلنوا أن المدرب المقبل سيعلن عنه بعد أسبوع، ليتسنى لهم نشر الحصريات والأقاويل والشائعات، وريع المبيعات!

لا يختلف الجميع أن ريال مدريد فريق عريق، لكن يجب أن نتأمل دخول «البيت الأبيض»، فهو كما يقولون «مش زي خروجه». أتى مورينيو محمولاً على الأكتاف وخرج من الباب الضيق، أو ربما من الشباك، سيرحل أنشيلوتي بهذه الطريقة، وربما خضيرة وأربيلوا والعديد من اللاعبين الذين كانوا جزءاً من «مجد العاشرة» بالطريقة نفسها، ثم كاسياس الذي هبط مستواه ونال نصيبه من صافرات الاستهجان، فما بالك بإيطالي عجوز أضاع عاماً بلا بطولات!

Twitter: Hassan_aljassmi

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر