كل يوم

من حق «فلاي دبي» أن تفخر..

سامي الريامي

يحق لشركة « فلاي دبي» أن تفخر بالخدمة المجتمعية الرائعة التي قدمتها، بالتعاون والتنسيق مع وزارة الداخلية، ممثلة في «صندوق الفرج»، وصحيفة «الإمارات اليوم»، التي تهدف إلى مساعدة المُعسرين من الأشخاص الذين أنهوا فترة محكومياتهم في سجون الدولة، وتسهيل عودتهم إلى بلدانهم وأهاليهم.

الخدمة التي قدمتها «فلاي دبي» هي خدمة مجتمعية مميزة وغير مسبوقة، خرجت فيها من عباءة الرعايات الإعلامية التقليدية، أو التسويق الدعائي، واقتربت أكثر من العمل الإنساني.

يحق لها أن تفخر لأنها أسهمت في عملٍ إنساني مهم، فهؤلاء ليسوا مجرمين أو قتلة، هم أشخاص عاديون وضعتهم ظروفٌ مالية أو قسرية تحت طائلة الحبس، ثم أخذوا عقابهم، وأنهوا فترة المحكومية، لكنهم عالقون، لأن ظروفهم المالية تحول دون استطاعتهم توفير مبلغ عودتهم إلى بلدانهم، وبموجب مذكرة التفاهم التي وقعتها «فلاي دبي» مع وزارة الداخلية والصحيفة، فإن الشركة ستتكفل بتحمل تكاليف عودتهم، وفي ذلك قمة الإنسانية، وأروع مثال على الخدمة المجتمعية الخالصة التي تقدمها شركة «تجارية» من دون أن تهدف من ورائها إلى جمع ربحٍ، أو إلى تحقيق أغراضٍ دعائية.

ويحق لـ«فلاي دبي» أن تفخر، لأنها أسهمت في حل مشكلة تواجه سجون الدولة، فكُلفة بقاء السجين بعد انتهاء فترة محكوميته عالية جداً، خصوصاً أن سجون الإمارات ليست كبقية سجون العالم، هي أقرب إلى فنادق، وفيها أجود وأفضل أنواع الطعام، وفيها معايير عالية الجودة، وكل ذلك يعني كُلفة مالية غير بسيطة!

ومن أجل ذلك، فإن إسهام «فلاي دبي» في تحمل كُلفة عودة هؤلاء المعسرين إلى بلدانهم، هي في الواقع أكثر بكثير من مجرد تذكرة، بل هي سعر التذكرة مضروبٌ في سعر كلفة بقاء السجين في السجن، مضروب في المدة الزمنية غير المعلومة، نظراً إلى صعوبة توفير مبلغ العودة من المُعسرين، ومضروب في عدد المُعسرين الذين يشكلون أغلبية في السجون، وحاصل ضرب هذه المعادلة لاشك في أنه يُشكل مبالغ كبيرة تم توفيرها من على كاهل الحكومة، ولاشك في أنها ستُستغل بشكل أفضل في أماكن أخرى!

لاشك في أن «فلاي دبي» جازفت نوعاً ما في تحمل هذه المسؤولية، فهناك من بدأ بـ«التلميح» إلى أن نقل السُجناء يضُر سُمعة الناقلة، لكن مثل هذه النظرة «الضيقة» جداً، يجب عدم الالتفات إليها، فهؤلاء، كما ذكرت، ليسوا مجرمين ولا قتلة، وهم قانونياً أناس طبيعيون جداً، لا يلاحقهم القانون، فقد أنهوا فترة محكومياتهم، ولا يريدون سوى العودة إلى بلدانهم، إضافة إلى أن الخدمة التي قدمتها «فلاي دبي» هي خدمة مجتمعية مميزة وغير مسبوقة، خرجت فيها من عباءة الرعايات الإعلامية التقليدية، أو التسويق الدعائي، واقتربت أكثر من العمل الإنساني، ويكفيها فخراً أنها الشركة الأولى التي فكرت بهذه الطريقة المختلفة!

ويحق لـ«فلاي دبي» أن تفخر، لأن هذه الخطوة جاءت مواكبة ومتناسقة مع توجيهات الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، الذي يدعم ويتابع بشكل حثيث جميع تفاصيل عمل «صندوق الفرج» وأهدافه، بوصفه مبادرة إنسانية خيرية انطلقت بتوجيهات سموه، للتخفيف عن هؤلاء النزلاء، الذين تعسرت حالاتهم بسبب ظروف مادية بحتة.

ويكفي الرئيس التنفيذي لشركة «فلاي دبي»، غيث الغيث، كلمات الإطراء والشكر التي سمعها من سيف بن زايد عند توقيع مذكرة التفاهم، ويكفيه فخراً تلك الإجابة التي جاءت رداً على سؤال الشيخ سيف بن زايد، عندما وجه حديثه إلى الحضور، قائلاً: «ما الذي يجعل شركة (تجارية) توافق على دفع مال من دون مقابل؟»، فأجابه الفريق ضاحي خلفان: «إنها المُواطَنةُ الإيجابية»!

twitter@samialreyami

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر