السموحة

تجاوزات الإيرانيين

أحمد أبو الشايب

في كل مرة تلعب فيها الأندية الخليجية مع نظيرتها الإيرانية لابد أن نسمع عن الاستفزازات والتجاوزات التي تتعرض لها بعثاتنا الرياضية، دون أن نرى أي تحرك من الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، الذي يضرب «آذاناً من طين وأخرى من عجين» في هذا الموضوع، ولا يضع حداً لمثل هذه التصرفات الخارجة عن الروح الرياضية، والمتجاوزة لقوانين ممارسة الرياضة وكرة القدم، التي تدعو إلى فصل السياسة عن الرياضة، مع احتفاظ الفرق الزائرة بحق المعاملة الحسنة خارج ملعبها، وأن تتلقى التسهيلات اللازمة منذ لحظة وصولها إلى المطار وحتى مغادرتها، والاهتمام بمقار إقامتها وأماكن تدريبها، مع توفير الأجواء المريحة لها، حتى تترسّخ أسس التنافس الشريف، ويخرج المنتصر بجدارته وعرق جبينه، بدلاً من «الألاعيب والضرب تحت الحزام».

إذا تكررت مثل هذه الأمور فمن الممكن أن تحرم إيران من اللعب على أرضها سنوات.


الاتحاد الآسيوي لكرة القدم يضرب «آذاناً من طين وأخرى من عجين».

في مباراة الهلال السعودي الأخيرة، التي خسرها أمام بيروزي بهدف خطأ في المرمى في الدقيقة 91، تعرض الفريق السعودي، ومعه شقيقه الأهلي أيضاً، لاستفزازات بدأت من عناوين الصحف، ثم اكتملت بالأخطاء التحكيمية التي رافقت المباراة، ما دفع الاتحاد السعودي إلى إصدار بيان شديد اللهجة، عبّر فيه عن المعاناة التي تعيشها الأندية السعودية لحظة لعبها خارج أرضها في إيران.

البيان تحدث عن الأخطاء التحكيمية، وهذا شيء عادي يمكن أن يحدث في أي مكان، لكن أن تصل الأمور، كما وصف البيان، إلى حد «الهتافات المسيئة في المدرجات، وإقحام الأمور السياسية في المنافسة الرياضية، ليصل الأمر إلى قذف اللاعبين بالحجارة والعلب الفارغة، فهذا تمادٍ يسأل عنه المنظمون لكرة القدم، الذين ظلوا صامتين أمام تلك التجاوزات، دون أن يصدر عنهم ما يوقف تلك التجاوزات المتكررة، على الرغم من الملاحظات والشكاوى التي رُفعت أكثر من مرة، مرفقةً بالأدلة، ومشفوعةً بكل التوضيحات المطلوبة». وتحدث البيان عن أن هذا «يأتي في وقت تتعامل فيه المملكة، ممثلةً في اتحاد كرة القدم وأنديته، تجاه كل الأندية المنافسة، وأولها الأندية الإيرانية التي تجد الترحيب والاهتمام، وكل ما يسهّل لها أداء مبارياتها وفقاً لمبادئ التنافس الرياضي الشريف».

مثل هذه التجاوزات خطرة، وتحتاج إلى تدخل عاجل وقوي من قبل الاتحاد الآسيوي، لعدم تكرارها، لأننا للأسف لم نسمع أيضاً، ولو كلمة شجب أو استنكار من الاتحاد الإيراني لكرة القدم، الذي يعمل تحت مظلة الاتحاد الآسيوي، ثم الدولي (فيفا)، ويعلم جيداً ما معنى أن يُضرب لاعبون بالحجارة والعلب الفارغة، وعقوبتها على أقل تقدير نقل المباريات إلى خارج البلاد، أو إقامتها دون جمهور، وإذا تكررت مثل هذه الأمور فمن الممكن أن تحرم إيران من اللعب على أرضها سنوات عديدة مقبلة.

shayebbb@yahoo.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر