مزاح.. ورماح

درس إنجليزي

أحمد حسن الزعبي

لاحظت في الأسبوعين الأخيرين أن ابني الأوسط (الصف الثاني الابتدائي) يحضر إلى البيت.. يرمي الحقيبة، ويلتحق بأفلام الكرتون كبطل رئيسٍ معهم، وفي الصباح التالي يتناول الحقيبة المرمية على وضعية أمس نفسها، يضعها في كتفه ويغادر.. سألته في لحظة فراغ وتفكر: «شو اخذتوا اليوم بالمدرسة»؟ قال: «ما اخذنا شي»!.. طيب: «شو عليكو بكرة»؟ قال: «ما علينا شي»! قلت له: «متأكد أنك منتسب للمدرسة ولا لكافتيريا الشباب قرب المدرسة»؟!.. ثم بعد الضغط والإلحاح اعترف بأنه عليه حفظ درس إنجليزي، متحججاً بأن أمه مشغولة في المطبخ، ولا يجد من يدرّسه.. ولأن المادة إنجليزي وللصف الثاني الابتدائي، تبرّعت بتدريسه.. بينما لو كانت رياضيات فإنني حتماً سأعفي عنه من منطلق «العفو عند عدم المقدرة»!

المهم فتحنا الدرس، وبدأت بقراءة الحوار بين بطلي الدرس (الفتاة ووالدها)، لأكتشف أن ابني لديه عقدة في ثلاث كلمات لا يستطيع تهجئتها من كامل الدرس: «what, their, letter»، فكلما وصل إلى جملة «yes? Whats that asma» كان يلفظ الـ«yes»، ثم يقف.. فأذكّره بأنها تلفظ هكذا «وتس».. «تماماً مثل واتس أب».. هزّ رأسه موافقاً.. ثم أعدنا الجملة فقرأ من جديد «yes» ونسي «whats».. قلت له اسمع: «وت».. «تشبه نطّ».. تذكر الضفدع عندما ينط «واقلبها من «نطّ» إلى «وت».. ثم أحضرت له ضفدعاً مقطوع الرجل من ألعابه القديمة.. وكلما بدأ بقراءة الجملة «yes» كنت أحرك له الضفدع فيتذكر «نطّ..»، ثم «وت» ويقرأها صحيحة.. صحيح أننا تخلصنا من الجملة الأولى بنجاح، لكننا لم نكمل بعد.. فهناك حوار تقول فيه أسمى: «this is aletter of thanks to uncle issa and aunt muna»، فالصبي لديه عقدة من كلمة «letter».. لا يستطيع أن يتذكر تهجئتها كما يجب، فبعد «this is» يشعر بضرورة الوقوف والتوقف فيصمت نصف دقيقة.. أخيراً اهتديت إلى فكرة بأن أحضرت «ليتر كولا فارغاً».. وقلت له كلما قرأت كلمة «ليتر» يعني رسالة تذكر «ليتر الكولا» الذي تشربه من الثلاجة! فسرّ الولد أيما سرور وصار يقرأها بطلاقة وإخلاص.. صار لدينا ضفدع مقطوع الرجل لأجل كلمة «وت»، و«ليتر كولا» فارغ لأجل «الرسالة»، لأكتشف أنه في آخر جملة وقفت بطريق نجاحه كلمة «their»، عندما تسأل أسمى والدها: « what is their surname ,dad?»، وعندما شعرت بان كلمة «their» ستقوّض تعبي في حفظ الدرس المستمر منذ ساعة، أحضرت له خيطاً، وقلت له «their» تشبه لفظ «ذيل»، ثم وضعت الخيط متدلياً بين عينيه، وكلما وصل عند «their» ألوّح له بالخيط لأذكره بالذيل، وبعد أن حفظ الدرس فتحت حقيبته ووضعت له الضفدع وعلبة الكولا الفارغة والخيط ليستخدمها وقت الامتحان، فوجئت في اليوم التالي بأنه أحرز علامة كاملة بفضل هذه الأدوات، قلت له إياك أن ترميها، فنحن على أبواب الامتحان النهائي!

ahmedalzoubi@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر