كل يوم

«كلنا عصا بوخالد»..

سامي الريامي

نردّدها بصوتٍ واحد لطياري الإمارات، وجميع أفراد وضباط القوة العسكرية الإماراتية المشاركة مع قوات التحالف العربي في عاصفة الحزم وإعادة الأمل، ونقولها كما قالها لهم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة: «نحن نحسدكم على مكانكم المتواجدين فيه».. ونقولها بصوتٍ واحدٍ لمحمد بن زايد كما قال طيارو الإمارات: «نحن كلنا، صغيراً وكبيراً، (عصاك اللي ما تعصاك)»..

شعبُ الإمارات وأبناؤها المخلصون هم جميعهم «عصاك يا بوخالد»، التي لن تعصاك يوماً، يشرفهم خدمة الوطن وقادته، ويشرفهم الدفاع عنه وعن رموزه، ويشرفهم تنفيذ الأوامر في البر والبحر والجو.

نعم نحسدهم، والحسدُ هنا بمعنى الرغبة الشديدة في المشاركة في خدمة الوطن وحمايته، وليس بالمعنى الحرفي للكلمة، فليس هناك نعمةٌ ماديةٌ نتمنى زوالها منهم، بقدر ما هو شعورٌ جارفٌ نحو تقدير فعلهم، وتعظيمٌ لدورهم البطولي الذي يتمنى كل مخلصٍ لوطنه القيام به..

شباب الإمارات المخلصون، والمحبون لوطنهم وقادتهم، يتمنون من قلوبهم لو أنهم كانوا مكان هؤلاء الأبطال، رجال قواتنا المسلحة، لأن مكانهم هناك في الطائف، هو مكان الشرف والعزة والرِفعة التي تتوق لها قلوب الرجال، وجميع المخلصين يتمنون لو أنهم يستطيعون يوماً رد الدَّين للوطن والقادة، ولا يهم أبداً حجم أو شكل التضحية التي يمكن أن يبذلوها من أجل ذلك، فمهما قدّمنا للوطن من تضحيات تبقى قليلة، ومهما بذلنا من جهد وعمل يبقى في حقّ قادتنا قليلاً..

وجود صقور الإمارات في سماء المعركة، ومرابطة أبطالها على الأرض هو أعظم مكان يتمناه الإنسان اليوم، فهم حماة الدين والوطن، يخوضون حرباً مشروعة لإرساء الأمن والأمان والاستقرار في بلدٍ عربي مسلم، استنجد بهم ممن يحاولون خطفه وتخريبه وقتل وتشريد شعبه، تنفيذاً لمخططات شيطانية تريد إلحاق الضرر الشديد بشبه الجزيرة العربية، فكانت وقفة الحزم المشرّفة، وكانت العاصفة الحاسمة..

شعبُ الإمارات وأبناؤها المخلصون هم جميعهم «عصاك يا بوخالد»، التي لن تعصاك يوماً، يشرفهم خدمة الوطن وقادته، ويشرفهم الدفاع عنه وعن رموزه، ويشرفهم تنفيذ الأوامر في البر والبحر والجو، ويشرفهم العمل والاجتهاد ليل نهار لرفعة ورقي الإمارات، ورفع اسمها وعلمها في جميع المحافل الدولية..

جميعنا يتمنى لو كان جُندياً في القوات المسلحة، ومع ذلك فالجميع يستطيع أن يلبي نداء الوطن والواجب من مكان عمله، ومن خلف مكتبه، أو في ميدان واجباته، أو في حدود مسؤولياته وصلاحياته، فالطالب المجتهد الساعي لكسب العلم والمعرفة في المدرسة أو الجامعة، داخل الدولة وخارجها، يخدم وطنه بتفوقه وحصوله على شهادات عُليا يحتاجها الوطن، والموظف أيّاً كانت درجته ووظيفته يخدم وطنه من خلال تفانيه وإخلاصه في عمله، والطبيب والمهندس والإعلامي هم كذلك جنود للوطن، يؤدون دوراً مهماً في رفعته وتطوره، وحتى أولياء الأمور وربات البيوت لكل منهم دوره المهم والضروري لتخريج أبناء وبنات على قدر المسؤولية، ليكونوا عماد هذا الوطن ومستقبله، جميع فئات المجتمع هم جنود في أماكن تواجدهم، وهم جميعهم «عصا هذا الوطن وقادته»..

twitter@samialreyami

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر