كل يوم

جهة خاصة لرعاية المتقاعدين

سامي الريامي

المتقاعدون يحتاجون إلى المال، لا خلاف على ذلك، فأوضاع بعضهم صعبة، خصوصاً أولئك الذين تقاعدوا قبل 10 أو 15 عاماً، ويعانون فارق التضخم وغلاء المعيشة، لكن جميع المتقاعدين بشكل عام، السابقين واللاحقين، وحتى الذين سيتقاعدون مستقبلاً، جميعهم يحتاجون إلى الرعاية والاهتمام بشكل أكثر من المال أحياناً!

«المتقاعدون بشكل عام، السابقين واللاحقين، وحتى الذين سيتقاعدون مستقبلاً، جميعهم يحتاجون إلى الرعاية والاهتمام بشكل أكثر من المال أحياناً!».

هناك كثير من الأمور المادية والمعنوية التي يمكن أن تخفف مشكلات المتقاعدين، وهناك كثير من الخطوات التي تكفل تحقيق مزايا لهم، وتساعد كثيراً في تخفيف الضغوط المختلفة التي يعانونها، لكن للوصول إلى هذه المزايا والخطوات المساندة لابد من التخطيط والتنسيق والتحرك من قبل هيئة المعاشات والتأمينات الاجتماعية أولاً، ثم بقية الجهات والمؤسسات الحكومية وشبه الحكومية والخاصة، يجب أن نزرع ثقافة تكريم المتقاعدين وإعطائهم الأولوية والمزايا والتخفيضات في كل مكان، من باب التقدير والشكر على كل ما قدموه لخدمة الوطن أولاً، ومن باب مراعاة ظروفهم وتخفيف ضغوط الحياة عنهم ثانياً.

نحتاج إلى مبادرات، حكومية وغير حكومية، تدعم هذا الاتجاه، مبادرات حقيقية بعيدة عن التسويق الإعلامي أو الاستعراضي، تخدم المتقاعدين، وتُغطي جوانب النقص التي يعانونها، وتفيدهم اجتماعياً واقتصادياً، تُسهل حياتهم، وتُشعرهم بأنهم لايزالون محور اهتمام، فهم جزء لا يتجزأ من المجتمع، قدموا وأنتجوا وخدموا، تقاعدوا عن العمل هذا صحيح، لكنهم لم يتقاعدوا عن أدوارهم الأخرى في المجتمع!

البداية لابد أن تكون حكومية، والرعاية أيضاً لابد أن تكون حكومية، والتنسيق والتنظيم ومتابعة المبادرات أيضاً لابد أن تكون حكومية، لكن المشاركة وتقديم المزايا والمبادرات يجب أن تشمل القطاعين العام والخاص، ويا حبذا لو أُعطي الأمر لجهة مستقلة، يكون دورها الأساسي متابعة شؤون المتقاعدين، والبحث عن أمور تفضيلية لهم، ومزايا حقيقية في مختلف القطاعات الاقتصادية، جهة لا يشغلها عن ذلك شيء، تتبع هيئة المعاشات أو تنفصل عنها ليس هذا المهم، بل المهم أن نرفع روح المتقاعدين المعنوية، ونخدمهم اليوم بمساعدتهم، بعد أن خدمونا هم وخدموا وطنهم سنوات طويلة!

أدرك تماماً أن زيادة رواتب المتقاعدين أمر يحتاج إلى إجراءات، ويحتاج إلى وقتٍ ودراسات، وأوقن تماماً أن حكومتنا تسعى إلى سعادة شعب الإمارات بكل فئاته، ولاشك في أن هذه الفئة لم ولن تغيب يوماً عن خطط الحكومة واستراتيجياتها في هذا الشأن، لكن وجود مبادرات نوعية للمتقاعدين قد يهوّن عليهم كثيراً، ويخفف الضغوط المالية عليهم بدرجة أكبر، فعلى سبيل المثال لو يتم إعطاؤهم راتباً إضافياً في شهر رمضان، لاشك أن ذلك سيخفّف الكثير والكثير عنهم، ولن يُرهق الميزانية العامة كثيراً، أو يتم التركيز على العروض الخاصة، والتخفيضات، ومراعاتهم في الفواتير العامة، والرسوم، فإن ذلك يساعدهم كثيراً، حتى لو تأخرت الحكومة عن زيادة معاشاتهم، وهناك الكثير من الأفكار التي تصب في هذا الاتجاه، لاشك في أن قليلاً منها مطبق، لكنّ المتقاعدين لايزالون يحتاجون إلى اهتمام أكبر، وعروض أفضل، ومزايا أكثر، وهذا لن يتأتى دون وجود جهة متخصصة لرعايتهم والاهتمام بهم في هذا الشأن تحديداً، فالمسألة ليست صعبة على الإطلاق، لكن فائدتها المادية والمعنوية لهذه الشريحة المهمة كبيرة وعظيمة.

twitter@samialreyami

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

 

تويتر