كل يوم

عوامل النجاح.. واضحة لمن يريدها!

سامي الريامي

حوار جميل جداً دار أمس في وزارة الصحة، خلال احتفالنا بتكريم الدكتور عارف النورياني، الذي اختير «شخصية شهر مارس»، هذه الجائزة الرمزية التي تمنحها «الإمارات اليوم» نيابة عن المجتمع، كل شهر، للمواطنين المبدعين والمتميزين في مجالات العمل المختلفة، وتحظى برعاية سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي رئيس مجلس إدارة مؤسسة دبي للإعلام.

ما يلفت النظر في وزارة الصحة هو وجود بيئة عمل إيجابية تساعد على التميز والنجاح، قائمة على العلاقات الأخوية المميزة بين أعضاء فريق العمل.

الدكتور عارف حظي بأكثر من تكريم، من أصحاب السمو الشيوخ، في مناسبتين سابقتين، وهو بلاشك يستحق الكثير، كونه بذل جهداً كبيراً في تحويل قسم جراحة القلب في مستشفى القاسمي إلى مركز كبير بسمعة عالمية، يستقبل المرضى من أنحاء الدولة كافة، يقول في ذلك: «لا يمكن توقّع فائدة وأثر التكريم في الشخص، وفي فريق ومكان العمل، والقادة في الإمارات أدركوا ذلك، فاستبدلوا تكريم الشخصيات المميزة بعد موتها، كما كانت العادة دارجة، إلى تكريم المتميزين مهما كانت أعمارهم وهم أحياء، وبذلك تنتشر الإيجابية، وترتفع الروح المعنوية، وترتفع الحماسة للمكرّم وكل من يحيط به، ولكل الموظفين في مكان العمل».

استنتاج مهم جداً من الدكتور عارف النورياني، ربما لم نلحظه سابقاً، ولم نركّز عليه، لكنه لم يغب أبداً عن قادتنا، حفظهم الله، وفعلاً نلحظ ذلك الآن وبوضوح، عند التفكير في هذا الأمر، ففي مختلف محافل التكريم التي ابتدعتها وابتكرتها الدولة، يتم تكريم الجميع، لم تترك هذه الاحتفالات قطاع عمل، ولا مبادرة مجتمعية، ولا جهداً مميزاً من أشخاص مهما كانت أعمارهم، إلا حظوا بأنواع التكريم المختلفة المادية والمعنوية.

الأمثلة على ذلك كثيرة، جائزة الإمارات التقديرية، ميدالية فخر الإمارات، جوائز الأداء الحكومي المتميز في مختلف إمارات الدولة، وغيرها كثير من المناسبات التكريمية، يكرّم فيها المواطن والمقيم، الصغير والكبير، بشكل علني لافت، وبفرحة موازية لبعضها من راعي الحفل والمكرمين على حد سواء.

ليس ذلك فحسب، بل حتى كلمتا صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في القمم الحكومية، كانتا مملوءتين بالإشادة بشخصيات إماراتية لها دور أو فضل في مسيرة الدولة، وفيهما إشادات مستمرة بالشباب وبعض شرائح المجتمع المتميزة، وفي ذلك حرص شديد على نشر الإيجابية والحماسة والدافع للتميز والتفوق.

لكلٍ مجتهد نصيب في دولة الإمارات، والدكتور عارف واحد من هؤلاء المجتهدين، لذلك فهو يستحق كل الجوائز عن جدارة، كونه نموذجاً مشرّفاً للطبيب المواطن، الذي سخّر علمه وخبرته لتطوير الخدمات المقدمة إلى المواطنين والمقيمين، وأسهم في إنهاء معاناة عشرات المرضى مع مرض خطر.

ما يلفت النظر أيضاً خلال زيارتي، أمس، لوزارة الصحة، هو وجود بيئة عمل إيجابية تساعد على التميز والنجاح، قائمة على العلاقات الأخوية المميزة بين أعضاء فريق العمل الموجود، وعلى ثقة كبيرة مطروحة من الوزير عبدالرحمن العويس، للوكلاء والأطباء والموظفين، ثقة ممزوجة بصلاحيات ومسؤوليات واضحة المعالم، ولتحقيق هدف واضح.

لا توجد فروق وحواجز بين الوزير وطاقمه، بقدر ما يُلاحظ التفاهم التام على الأهداف وتحقيقها، لذلك لن أستغرب أبداً أي نجاح مستقبلي تحققه الوزارة، أو الأطباء التابعون لها، فهي تسير نحو هدف واضح، وبأسلوب وخطط استراتيجية واضحة، وبروح تفاؤل، وطاقة إيجابية وبيئة عمل محفّزة، وهذه العناصر كفيلة بتحقيق نجاحات غير متوقعة وبسرعة غير متوقعة أيضاً!

twitter@samialreyami

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر