كل يوم

شكراً عبدالرحمن العويس..

سامي الريامي

الدكتور شوقي خوري، أخصائي أمراض الجهاز الهضمي، وخريج جامعة «نوبرلاخ كلرانكن هاوز» في ألمانيا مع شهادة «فاخأرت» في الطب الباطني والغدد الصمّاء، يمتلك أكثر من 25 عاماً من الخبرة في المجال الطبي.. الدكتور عبدالرزاق علي المدني بعد تخرّجه مع شهادة في الطب من جامعة عين شمس في القاهرة، واصل دراساته العليا ودوراته التدريبية في الطب الباطني والغدد الصماء في ميونيخ بألمانيا، حيث حصل على شهادة «فاخ أرتست» في التخصّصين المذكورين.

«استثمار الوطن في إيجاد كفاءة طبية هو استثمار بعيد الأمد لا يحسب أبداً بسنين الخدمة الفعلية، فالطبيب ثروة بشرية تزيد قيمتها بزيادة سنوات الخبرة والتجربة العملية، لذلك فهو ثروة لا يمكن أن تنضب أبداً، إلا بفعل فاعل!».

الدكتور عبدالله إبراهيم الخياط، هو أخصائي أمراض القلب للأطفال، تخرّج الدكتور الخياط في جامعة القاهرة في مصر حاملاً شهادتي بكالوريوس في الطب وبكالوريوس في الجراحة، وبعدها شهادة دكتوراه في طب الأطفال. وهو أيضاً أستاذ في طب الأطفال في كلية دبي الطبيّة للبنات، وحصل الدكتور الخياط في 13 ديسمبر 2010 على جائزة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبيّة - جائزة حمدان للشخصيات الطبية المتميزة (أخصائي طب الأطفال الأول في الإمارات العربية المتحدة)، تقديراً للخدمات الرائدة التي قدّمها والتي أسهمت في النهوض بالعلوم الطبية والإنسانية.

ثلاث كفاءات طبية وطنية، كل منهم يكاد يكون موسوعة طبية في مجاله، هذه الموسوعة وهذه الخبرات لا تلغيها الأيام بل تغذيها وتزيدها علماً وتطوراً، وهكذا هم الأطباء لا حدود ولا نهاية لمهنتهم السامية وعلمهم الغزير، ومخطئ دون شك من يعتقد أن الطبيب يمكن ركنه، ويمكن إنهاء حياته العلمية بركنه وتكبيله بقانون تقاعد أو إنهاء خدمة!

هؤلاء الأطباء عادت إليهم الحياة مجدداً، عادت لهم مكانتهم، ودورهم الرائد في المجتمع، هناك من قدّرهم، وهناك من يؤمن بضرورة استفادة الوطن من خبرات وإمكانات وعلم أبنائه في المراحل كافة، وعدم القضاء عليها تحت أي ذريعة أو سبب، وهناك من أدرك أن استثمار الوطن في إيجاد كفاءة طبية هو استثمار بعيد الأمد لا يحسب أبداً بسنين الخدمة الفعلية، فالطبيب ثروة بشرية تزيد قيمتها بزيادة سنوات الخبرة والتجربة العملية، لذلك فهو ثروة لا يمكن أن تنضب أبداً، إلا بفعل فاعل!

وزير الصحة عبدالرحمن العويس، هو ذلك الشخص الذي أعاد للوطن ثروة كادت أن تفقد، لقد أدرك أن المصلحة العامة تستدعي الاستفادة من كنوز معرفية طبية يمتلكها كل واحد من هؤلاء، فإذ به يشّكل لجنة استشارية لوزارة الصحة من كفاءات طبية (أُحيلت للتقاعد)، ليستفيد منها الجميع، ويجمع من خلالها خبرات عشرات السنين، ويضعها في تصرف الدولة مجدداً، ليضرب بذلك مثلاً رائداً في كيفية الاستفادة من العقول والكفاءات الوطنية بالطرق المثلى!

قد نختلف أو نتفق على فاعلية تحويل الطبيب إلى مدير إداري، وقد ينجح أو يفشل الطبيب في هذه المهمة، لكن يجب ألا نختلف أبداً في أنه لا يجوز الاستغناء عن طبيب ورمي خبراته المعرفية والعلمية، لأنه لم ينجح إدارياً وفقاً لتقييمات قد تكون صائبة أو خاطئة، واللجنة الاستشارية الجديدة هي خير مثال، حيث يمكن الاستفادة من خبرات الأطباء في مراجعة وتقييم أداء القطاعات الطبية المختلفة، والمشاركة في وضع الخطط الاستراتيجية والسنوية للقطاع الصحي في الدولة، والإشراف على الأداء المالي والإداري، ووضع الخطط لتحسين الكفاءة المالية والإدارية، والإشراف العام على برنامج الجودة وسلامة المرضى، بما في ذلك مبادرات الاعتماد الدولي للمؤسسات الصحية، واعتماد الاتفاقيات المبرمة بين الوزارة ومختلف الجهات المحلية والخارجية.

كل ذلك وأكثر يستطيع فعله الطبيب، وكلما زادت سنوات عمله وخبرته زادت فرص الاستفادة منه كاستشاري طبي، أما فكرة إحالته للتقاعد، فهي دون شك ليست خياراً أفضل.. لا نملك إلا أن نقول شكراً عبدالرحمن العويس!

twitter@samialreyami

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر