5 دقائق

شخصية العام في جائزة الشيخ زايد للكتاب

د. أحمد بن عبدالعزيز الحداد

الجوائز العظيمة لا تليق إلا بالعظماء؛ لتصادف محلها، ولا تغير سير نهجها، وشخصية الشيخ محمد بن راشد، رعاه الله، عظيمة بين الشخصيات التي تكرم بجوائز عظام، فإنها شخصية عرفت بكل معاني المكارم الذاتية والمعنوية، فهو الشخص البالغ شأواً كبيراً في الثقافة، المجاوز الحد في النبوغ الفكري حاضراً ومستقبلاً، المتفائل الأكبر في المستقبل، فضلاً عن كونه شاعراً مفلقاً، وكاتباً راقياً، وإدارياً رائعاً، وسياسياً محنكاً، وقائداً مقداماً، وكريماً فياضاً.. فمن يكون كذلك فهو أجدر بجوائز العظماء، وهذا ما جعله مختاراً لشخصية العام في جائزة الشيخ زايد للكتاب، ولا ريب أنه اختيار صدقه الخُبر والخَبر، ويزكيه الحاضر والغابر، لا جرم فإن كتاب «رؤيتي» الذي يعتبر دستوراً في الإدارة والتميز، وكتاب «ومضات من فكر» الذي فتَّق الأذهان لما ينبغي أن تكون عليه في الحاضر والمستقبل، الكتابان اللذان يجدر بهما أن يكونا أطروحتين للشهادة العالمية الدكتوراه والأستاذية في المجال الأكاديمي، بشهادة أولي الخبرة والاختصاص في الداخل والخارج، فضلاً عن كونه يشجع العلم والمعرفة في العالم الإنساني، ويسهم في ذلك إسهاماً عز نظيره في عالم اليوم والأمس؛ «فدبي العطاء» التي أطلقها سموه عام 2007 لتنشر المعرفة والتعليم بين أطفال العالم المحرومين، حيث يبلغ نحو 250 مليون طفل حول العالم غير قادرين على الذهاب إلى المدارس، مع أن التعليم هو أحد أكثر الأدوات فعالية في كسر حلقة الفقر، ولكي يصبحوا مساهمين إيجابيين في المجتمع لابد من تعليمهم، وأنَّى لهم ذلك مع ذلك الفقر المرير، والشر المستطير في بلدانهم، ومن يلتفت لهم في ذلك الحال البئيس في هذا العالم المائج؟

«الأزهر العظيمة التي أعاد لها محمد بن راشد مكانتها بين المكتبات العالمية تنبئ عن حبه للكتاب والكُتَّاب».

لكنهم وجدوا لفتة حانية ممن يعرف قيمة الثقافة، وأهمية القراءة والكتابة؛ إنه القارئ المثقف الهائم بالمعرفة «محمد بن راشد» الذي أطلق لهم تلك المبادرة، والتي ما أن أطلقت حتى عمت كثيراً من البلدان، وأسهمت إلى الآن إسهاماً كبيراً في تعليم أولئك الفقراء، وغداً ستخرجهم كباراً فاعلين في أممهم وأوطانهم، فمن يكون كذلك فهو الذي يجدر به أن يكون الشخصية العالمية لجائزة الشيخ زايد، طيب الله ثراه، للكتاب بلا منازع.

وتلك مكتبة الأزهر العظيمة التي أعاد لها سموه مكانتها بين المكتبات العالمية تنبئ عن حبه للكتاب والكُتَّاب، وما يأتي ذلك إلا ممن يعرف للكتاب مكانته ومنزلته، وكما قالوا:

لا يعرف الشوق إلا من يكابده ولا الصبابة إلا من يعانيها

فلله در الجائزة التي اهتدت إلى مكانها المناسب، ولله در الفائز الذي لبس درعها اللائق.

«كبير مفتين مدير إدارة الإفتاء في دبي»

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر