كل يوم

قاعدة عامة من حمدان بن محمد..

سامي الريامي

لا يمكن أبداً الفصل بين كلمات الشاعر حمدان بن محمد بن راشد، وشخصية ومبادئ سمو الشيخ حمدان بن محمد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، كقائد وملهم لجميع موظفي دبي، الذين يشرف عليهم سموه من خلال عمله رئيساً للمجلس، لذلك في معظم الأحيان نجد الرسائل المباشرة موجهة من الشيخ حمدان إلى الجميع، مغلفة بإطار شعري مذهل مليء بالإبداع، لذلك فهي تصل مباشرة إلى قلوبهم، وتبقى حاضرة في عقولهم.

ومن هذا المنطلق، وفي بيت شعر واحد، جمع حمدان الحكمة مع الأخلاق والسمو الذاتي، وفي بيت واحد وضع قاعدة عامة تؤهل من يسير عليها لقمة النجاح، وتضمن الحفاظ على حقوق البشر، أياً كانوا، موظفين، أو مراجعين، أو متعاملين، أو مواطنين عاديين.

«كلمات معدودة، وضعها حمدان بن محمد في بيت شعر واحد، لكنها غزيرة المعنى، تحمل حكمة، وقاعدة، وأسلوب حياة وعمل، وتحمل نصيحة، ورسالة مباشرة واضحة للجميع».

قاعدة عامة، لو حفظها كل مسؤول، وكل مواطن، مهما كان حجم مسؤوليته، فلن يكون هناك مظلوم أو مغبون، أو مشتكٍ، ولن يكون هناك جو سلبي في أي مكان، ولن يستطيع أحد التعدي على حقوق غيره، ولا الطمع والتعدي أيضاً على مقدرات الدولة، ولا الأموال العامة.

كلمات معدودة، وضعها حمدان بن محمد في بيت شعر واحد، لكنها غزيرة المعنى، تحمل حكمة، وقاعدة، وأسلوب حياة وعمل، وتحمل نصيحة، ورسالة مباشرة واضحة للجميع.

«ما كل شي ايدك تطوله يا (حمدان)..

                       إحساسك يوافق بأنك تطوله..»

إنه مفهوم الرقابة الذاتية، التي يقر جميع خبراء الإدارة بأنها أفضل طرق الرقابة، إنه إحساس الموظف والعامل بأنه مكلَّف بأداء العمل ومؤتمنٌ عليه، من غير حاجة إلى مسؤول يذكِّره بمسؤوليته، ومن غير الحاجة إلى كاميرات، ورقابة دخول وخروج، ومن غير الحاجة إلى عقوبات ومخالفات، الرقابة الذاتية هي أهم عامل لنجاح العمل؛ لأنها تغني عن كثير من النظم والتوجيهات والمحاسبة والتدقيق وغير ذلك.

قد تكون مديراً، ولديك صلاحيات واسعة، تستطيع بها فعل ما يحلو لك، ولن تجد من يحاسبك إذا تعديت على حقوق غيرك، فالقوة والسلطة غطاء لكثير من التجاوزات، عندها فقط تذكر ذلك البيت، وتذكر الرقابة الذاتية، وتذكر ضميرك، فهو الرادع الأكبر، وإن لم يكن كذلك فلن يردعك شيء، لكن تذكر أيضاً أن السلطة والقوة ليستا إمكانات مطلقة ولا دائمة، فهما أمر مؤقت لهما حد، ولهما نهاية!

وقد تكون موظفاً مؤتمناً على مصالح الناس، وهذه الصلاحية قد تفتح لك أبواباً للكسب غير المشروع، والتربح من وراء تلك الصلاحية، عندها فقط تذكر هذه الأبيات أيضاً، وتذكر حمدان بن محمد الذي يستطيع بصلاحياته وموقعه وماله أن يطول كل شيء، لكن ضميره وإحساسه لا يسمحان له أبداً باستغلال كل تلك الوسائل، أو بعض منها، في ما يغضب الله، أفلا يكون لك قدوة، أفلا تخجل من نفسك؟!

حمدان بن محمد وجه الكلام والنصيحة إلى نفسه في بيت الشعر المذكور، وهذا بالتأكيد أقوى أنواع النصح، وأكثرها رقياً، لكن حكمة البيت تشمل الجميع، والمقصود نشر هذه الفكرة والفكر للجميع، من خلال «التلميح» بمخاطبة النفس، وهو أسلوب إبداعي مميز، لكنني هنا أحب أن أعمم هذه الرسالة وأستخدم «التصريح»، لما له من أهمية وفائدة، وأتمنى أن يطبع كل إنسان هذا البيت في عقله وقلبه، فهو أرقى وأفضل وأنقى أساليب الرقابة الذاتية التي حث عليها الإسلام، وتؤيدها عاداتنا وأخلاقنا العربية، فليسمح لي «بوراشد» إن قلت على لسانه:

«ما كل شي ايدك تطوله يا «إنسان»

إحساسك يوافق بأنك تطوله..»

twitter@samialreyami

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

 

تويتر