أتجوّز مين؟

جميل أن تجدد لقاءك مع شخص «خبير» في الحياة، قال هذه الجملة في نفسه وهو يصعد إلى المقهى القابع في الطابق العاشر، موضوع كبير كهذا بحاجة إلى مكان هادئ وفخم يريح الأعصاب كهذا، المقهى يطل على شارع حيوي، حيث تبدو البيوت والبنايات مجرد قناديل أرضية أو شموع نبتت فجأة لتضيء ليل السماء، بعض السياح الغربيين يتناولون العشاء، وآخرون يسجلون طلباتهم أمام موظف الصالة، في الزاوية يجلس صديقه العتيق الذي اعتاد أن يستعين به عندما يدق «كوز» الخطر بـ«جرّة» المرحلة، في المكان شاشات تلفاز كثيرة، بعضها يعرض أهدافاً من الدوري الأوروبي، وبعضها يبث أغاني متواصلة لآخر ما أنتج من الفيديو كليب، سلّم الصديق وجلس، ثم قال بحيرة بالغة لصديقه الخبير: «للتو أنهت أمي مكالمتها معي، لقد أقفلت التليفون بحدة، وطلبت مني ألا أتصل بها ثانية ما لم أبلغها بقراري المصيري المتعلق بالزواج، قالت بحزم: خلاااص لقد دخلت الأربعين، ولن أكون أمك إن لم تتزوج في غضون شهر واحد، ثم (طوط.. طوط) انقطع الخط».

■■ الصديق الخبير: وأنت ماذا قررت؟

فرد الشاب: تعرف أنني ميسور الحال، ولا يقف في طريقي لاتخاذ مثل هذا القرار سوى «فوبيا» الانتقال إلى هذه الحياة الجديدة، ثم بحسب طبيعة عملي أمامي أكثر من عشرين جنسية أتعامل معها، اتجوّز مين؟ قرابة؟ معرفة؟ أي جنسية تنطبق عليها المواصفات والسلام؟

* الصديق الخبير: ما المواصفات التي تريدها، وبذلك نستطيع أن نحصر طلباتك ونفرزها؟

■■ الأربعيني: أنا أريدها جميلة، وتفهمني، ومخلصة، و«طبّاخة جيدة»، والصفة الأخيرة مهمّة جداً بالنسبة لي، فقد «ذابت معدتي» من أكل المطاعم. أخذ الخبير «شفطة» من الشيشة، وقال: شوف، في ما يتعلق بــ«الجمال» فهو متوافر، رغم أنه نسبي، أما أن تكون «تفهمك» فلا نستطيع أن نتكهن بذلك قبل الزواج، وفي ما يتعلق بشرط الإخلاص إذا تأنيت بالسؤال ستجده، أما بخصوص أن تكون «طبّاخة جيدة» فعليك أن تحدد ماذا تحب.

■■ الأربعيني: لم أفهم!

■■ الخبير: إذا كنت تحب الكبة اللبنية، فتزوج لبنانية.

إذا كنت تحب المحاشي وورق العنب، فتزوج سورية.

إذا كنت تحب المندي، فتزوج يمنية.

إذا كنت تحب الكبسة، فتزوج سعودية.

إذا كنت تحب البرياني، فتزوج إماراتية.

إذا كنت تحب المنسف، فتزوج أردنية.

إذا كنت تحب المسخن، فتزوج فلسطينية.

إذا كنت تحب الملوخية بالأرانب، فتزوج مصرية.

■■ الأربعيني: طيب إذا كنت أحب الحياة بشكل عام؟

■■ الخبير: إذا كنت تحب الحياة، فنصيحة لا تتجوز، ولا تتورط، لأنه في أكثر من مطعم يطبخ كل الوجبات أعلاه، والأكل هناك حتى الإشباع.

«بتصرف»

ahmedalzoubi@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .