5 دقائق

الاقتصاد الإسلامي وجهود الفقهاء

د. أحمد بن عبدالعزيز الحداد

من مفاخر علماء الإسلام في هذا العصر إبراز علم الاقتصاد الإسلامي كأحد العلوم الشرعية ذات الأولوية في الفقه الذي هو خير العلوم، فقد أخرجوا هذا العلم من خبايا الزوايا في المراجع الإسلامية والمصادر الأصيلة المتناثرة إلى مصفوفات العلوم المستقلة بضوابطها ومبادئها العشرة المعروفة في تصنيف العلوم.

«شهد منتدى فقه الاقتصاد الإسلامي حشداً كبيراً من العلماء والفقهاء والباحثين الذين أثروا المنتدى ببحوثهم ومناقشاتهم».

تجلت استقلالية هذا العلم في منتدى فقه الاقتصاد الإسلامي الذي أقامته دبي في 22-24 من هذا الشهر، وقد كان هذا الموضوع أحد مباحثه، وحظي بمناقشات مفيدة، بينت أن هذا العلم أصيل بوضعه، حادث بتنظيمه وتأليفه، وحيث كان كذلك فإن من يُعنى بدراسته، لا يكتمل تفقهه حتى يلم بأحكام فقه الاقتصاد، الذي تشتد حاجة الناس إليه يوماً بعد يوم، مع عزوف الكثير عن العناية به فضلاً عن التخصص فيه.

وأهم ما يعنى به منه فقه العقود غير المسماة، أي العقود المستجدة التي تخفى على كثير من الناس، وهو يحتاج جهداً، لأنه يحتاج إلى مزاحمة الفقهاء في الندوات والمؤتمرات ومواقع صناعة المال نفسها ليرى الواقع التطبيقي المسمى فقه الواقع للمعاملات الجارية، وفقهاء الاقتصاد الإسلامي يقومون بذلك خير قيام، فلذلك يتحدثون عن تجربة وبمعرفة، ويؤصلون من التراث الفقهي لكل معاملة، فجهودهم في ذلك مشكورة.

وقد شهد منتدى فقه الاقتصاد الإسلامي حشداً كبيراً من العلماء والفقهاء والباحثين الذين أثروا المنتدى ببحوثهم ومناقشاتهم، حتى خرجوا بتوصيات نافعة تخدم المصرفية الإسلامية في جوانبها التشريعية والتطبيقية والتحليلية والمستقبلية، فكان ذلك إحدى حلقات التأصيل الفقهي للاقتصاد الإسلامي الذي يتخذ من دبي عاصمة له، وقد مَخَر في الآفاق منطلقاً من دبي قبل 40 عاماً حتى عم الأرجاء.

واللافت للانتباه في هذا المنتدى الناجح أن الكل كان مستمتعاً بما فيه من طرح وبحث ونقاش، وزداد الاستمتاع ألقاً بالتوصيات النافعة التي تدعم مسيرته وتطور منتجاته وتستشرف مستقبله المشرق، لاسيما التوصية بإنشاء أكاديمية مصرفية إسلامية مقرها دبي تُعنى بتخريج الكوادر المهنية المؤهلة في مجال التمويل والصيرفة الإسلامية. والتوصية بالعمل على تدريس الاقتصاد الإسلامي في الجامعات والأكاديميات المتخصصة في العالم الإسلامي، وإقامة شراكات مع الجامعات المحلية والعالمية المهتمة بالتمويل الإسلامي. وذلك ليتواصل الجهد المبارك في هذا العلم حتى يزداد نفعاً ويستكمل رسوخاً، وبالله التوفيق.

«كبير مفتين مدير إدارة الإفتاء في دبي»

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر