مزاح.. ورماح

لو أن «الليدي غاغا»..

أحمد حسن الزعبي

لو عرضنا كل الوطن العربي، بأرضه ونفطه ونخله وصحرائه وقمحه وانقسامه واقتتاله على خبير عقاري بغية البيع.. ترى كم يساوي في هذه اللحظة؟

لو عرضنا دماءه، وأشلاءه، وانفجاراته، وسياراته المفخخة، وبراميله المتفجرة، والبيوت المهدّمة على تاجر «خردة وحديد مستعمل»، ترى كم يساوي في هذه اللحظة؟

لو عرضنا دموع الأمهات، أنات الأطفال، انكسارات اليتامى، حسرات الأرامل، حنق اللاجئين على ملك الموت أو مالك «الحزين»، ترى كم يساوي الحزن العربي في هذه اللحظة؟

***

في حفل توزيع الأوسكار الأخير صعدت الليدي «غاغا» على خشبة المسرح لتغني مقتطفات من أغاني فيلم «ذا سواند أوف ميوزيك»، وفي الدقيقة الأولى التي لامست قدماها الخشبة كان يكتب على الـ«فيس بوك» أكثر من 214 ألف تعليق، وعلى «تويتر» أكثر من 60 ألف تغريدة تشيد بطلّتها وصوتها، وما إن أنهت وصلتها السريعة حتى كان الملايين من الإعجابات والتعليقات تشغل مواقع التواصل الاجتماعي من مختلف دول العالم.

ماذا لو أن الليدي غاغا، صارت إلى العراق، وصعدت على خشبة المسرح لتغني بصوت يشبه صوت الأمهات اللاهثات من حرب إلى حرب ومن موت إلى موت، كم تعليقاً ومشاركة وإعجاباً ستنال!

ماذا لو أن الليدي غاغا، صارت إلى سورية، وصعدت على خشبة المسرح لتغني بصوت الأطفال الخارجين للتو من طحين الإسمنت والطوب، كم تعليقاً ومشاركة وإعجاباً ستنال؟

ماذا لو أن الليدي غاغا، صعدت إلى خشبة المسرح وارتدت البرتقالي ويداها خلف ظهرها تدعو وتبتهل أن يرحمها الله من حد السكين أو ألسنة اللهب، كم تعليقاً ومشاركة وإعجاباً ستنال؟

ماذا لو أن الليدي غاغا، تعثّرت على مسرح الوحدة والاستقلال وسقطت، فصارت اليمن؟ صارت ليبيا؟ صارت مصر؟ صارت لبنان؟ صارت فلسطين؟

كم عدواً سيصفق للسقوط؟!

ahmedalzoubi@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

 

تويتر