كل يوم

بداية الطاير.. ونتيجة النرويج!

سامي الريامي

الخطوة متقدمة جداً، لكنّ ذلك معيار حقيقي من معايير التميز والتطور، أن تبدأ مبكراً في تنفيذ الأفكار الحديثة والإبداعية، تضع الأساس وتنطلق لتمهيد الطريق للآخرين للانضمام، وهذا ما فعله سعيد محمد الطاير، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة الكهرباء والماء، عندما دفع بقوة ودعم مشروع إنشاء محطات لإعادة شحن المركبات الكهربائية، وعلى ضوء ذلك دشنت الهيئة محطة جديدة لإعادة شحن المركبات الكهربائية في مقرها أمس، لتبدأ الدخول في مرحلة جديدة ومتقدمة جداً من مراحل دعم الطاقة النظيفة ذات التأثير الإيجابي في البيئة، من أجل الوصول إلى درجة انبعاثات كربونية قليلة، من خلال تقليل الاعتماد على السيارات العادية، والاتجاه نحو الكهربائية.

«ميزة دبي والإمارات بشكل عام أنها تواكب كل التطوّرات العالمية، وهي المكان الوحيد في المنطقة بأسرها المؤهل لتطبيق جميع التجارب والأفكار التقنية المتطوّرة».

إنشاء محطة إعادة شحن للسيارات الكهربائية خطوة متقدمة للغاية، فهذه السيارات مازالت محدودة العدد، وهي بعيدة عن ثقافة ورغبة سكان الإمارات، إضافة إلى كونها مازالت كفكرة غير معتمدة المواصفات والمقاييس من الجهات المختصة، لكن ذلك لا يعني الابتعاد عن هذا المجال المتطور عالمياً، ولا يعني تركه نهائياً، ولا يعني أيضاً الانتظار طويلاً، فميزة دبي والإمارات بشكل عام أنها تواكب كل التطورات العالمية، وهي المكان الوحيد في المنطقة بأسرها المؤهل لتطبيق جميع التجارب والأفكار التقنية المتطورة، وهذا ما دفع بهيئة الكهرباء إلى بدء المشروع، بهدف نشر الثقافة الجديدة، وتحفيز الناس ودفعهم نحو هذه السيارات، وكذلك دفع الجهات والمؤسسات إلى الانخراط والمشاركة في هذا المشروع كلٌّ في مجاله.

«البداية صعبة، وربما تستغرق بعض الوقت، لكن هذا المشروع تكمن أهميته القصوى في كون السيارات الكهربائية غير مضرة إطلاقاً بالبيئة، فنسبة الانبعاثات الكربونية منها تساوي صفر%»، هذا ما قاله سعيد الطاير، وهذا هو السبب الرئيس الذي دفعه إلى دعم هذا المشروع وبقوة، وهو يؤكد أن «نجاح هذا المشروع مرهون بتعاون الجهات والمؤسسات الأخرى، ومدى مساهمتها في نشر هذه الفكرة وتبنيها».

وبكل تأكيد فهو على حق تماماً، فنشر هذه الثقافة الجديدة، وإقناع الناس والجهات والمؤسسات بالتحول إلى السيارات الكهربائية ليس عملاً سهلاً، ولن يتحقق بسرعة، ولن يستطيع فعل ذلك سعيد الطاير بمفرده أو هيئة الكهرباء بإمكاناتها الذاتية، لن ينجح الأمر دون تعاون الجميع، وجهد الجميع، ففي النرويج على سبيل المثال، وهي واحدة من أكبر الدول المنتجة للنفط في أوروبا، تلقى السيارات الكهربائية رواجاً كبيراً، حيث بلغت نسبة بيع السيارات الكهربائية الجديدة في عام 2013 نحو 9%، من إجمالي مبيعات السيارات.

صحيح أن السبب الرئيس لإقبال النرويجيين عليها هو ارتفاع ثقافتهم البيئية، إلا أن ذلك ليس كل شيء، فأصحاب السيارات الكهربائية يحصلون على تشجيع وتحفيز رسمي، فالضرائب عليها شبه معدومة، وتكاليفها منخفضة نسبياً، إلى جانب مزايا أخرى من نوع إعفائهم من رسوم التسجيل، والسماح لهم بالسير على الممر الخاص بالحافلات لتجاوز الاختناقات المرورية أوقات الذروة، كما يمكن لأصحاب السيارات الكهربائية ركن سياراتهم مجاناً في المواقف المدفوعة، والسير أيضاً مجاناً على الطرق المدفوعة.

هذه المزايا هي التي دفعت النرويجيين إلى الاتجاه نحو امتلاك السيارات الكهربائية، ما كان له أثر إيجابي كبير في البيئة، إذ انخفض معدل انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون ليصل إلى 118 غراماً لكل كيلومتر، مقابل 125 غراماً لكل كيلومتر في السنة، ما جعل النرويج متفوقة في تحقيق المعايير البيئية على بقية الدول الأوروبية.

twitter@samialreyami

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر