أبواب

صناديق أحمد راشد ثاني

علي العامري

منذ رحيل الشاعر أحمد راشد ثاني، حتى الآن، لاتزال الأصوات تنادي بجمع إرثه الكبير من المخطوطات، سواء في الشعر أو النثر أو التراث. وقد تجدد هذا النداء في الذكرى الثالثة لرحيل الشاعر الذي توفي في 20 فبراير 2012، تاركاً الكثير من المخطوطات التي لاتزال تنتظر جهداً حقيقياً لجمعها وتبويبها ونشرها، لتضاف إلى رصيد الشاعر الذي لم يتوقف قلمه عن الكتابة حتى لحظة توقف قلبه، إذ إنه كتب الشعر كما كتب في المسرح والتراث توثيقاً وبحثاً ودراسة، وجمع حكايات شعبية، وواظب على كتابة المقالات في كثير من الصحف، ومن بينها «الإمارات اليوم».

الشاعر حبيب الصايغ قرع الجرس، للمرة الثالثة، وللسنة الثالثة على التوالي، وتحدث بصراحة ووضوح ووجع عن التقصير تجاه مخطوطات الشاعر أحمد راشد ثاني، لإنقاذها من الضياع والنسيان والتلف، ولايزال الرنين متواصلاً منذ 20 فبراير 2012.

اتحاد الكتاب أكد أنه حصل من عائلة الشاعر على 67 صندوقاً من المخطوطات، ولاتزال «صناديق أحمد» تنتظر انتشالها من العتمة، لتواصل سيرة الشاعر بعد رحيله المفجع والمفاجئ.

في الذكرى الثالثة لرحيل الشاعر، وفي قاعة تحمل اسم الراحل في مقر اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في الشارقة، كان رئيس مجلس إدارة اتحاد الكتاب الشاعر حبيب الصايغ واضحاً وصريحاً باعترافه بتقصير اتحاد الكتاب وغيره من المؤسسات الثقافية تجاه إرث الشاعر الإبداعي، إذ قال الصايغ إن «أحمد هو ابن الاتحاد، ونحن مازلنا نعيش مرارة فقده، كما نشعر بأهمية وجوده، والموقف يحتم علينا الاعتراف بأننا مقصرون تجاهه، وأن المطلوب أكثر من مجرد أمسية نستعيد فيها ذكراه، لكننا حاولنا، ونحاول». بهذه الكلمات فتح الصايغ باب الاعتراف بالتقصير تجاه تجربة واحد من أبرز مبدعي الإمارات، وهو بذلك يفتح باب التحرك لفعل شيء جدي لتكريم تجربة أحمد راشد، ليس من خلال كلمات تلقى في ذكراه كل عام، بل من خلال خطوات عملية لجمع مخطوطاته ونشرها، قبل أن يطالها الضياع أو التلف. وكان رئيس معهد الشارقة للتراث، الباحث عبدالعزيز المسلّم، تساءل عن مصير ما جمعه الشاعر في مجال «الموال الزهيري»، وقال في شهادة له في الذكرى الثالثة لرحيل أحمد راشد إن الشاعر الراحل شارك في ندوتين في دائرة التراث، وكان بيده دفتر قديم قال أحمد عنه «هذه تركتي من مواويل خورفكان». وتساءل المسلّم «أين هذا الكنز الآن؟»، ويبقى السؤال قائماً ينتظر إجابة أيضاً.

إن رئيس مجلس إدارة اتحاد الكتاب، ومن باب النقد الذاتي، تحدث بصراحة ووضوح ووجع عن التقصير تجاه مخطوطات الراحل، مع أن المسؤولية لا تقع على عاتق اتحاد الكتاب فقط، إذ إن المؤسسات والدوائر والهيئات والمجمعات الثقافية، وعلى رأسها وزارة الثقافة، يفترض أن تبادر للتعاون معاً لإنجاز طباعة مخطوطات الشاعر الراحل، وهذا الأمر ينطبق على إرث المبدعين الراحلين كلهم، الذين تركوا مخطوطات أو أعمالاً إبداعية أو بحثية، وهي خطوة حضارية تؤكد مدى اهتمامنا بالمبدعين وإبداعهم، وكذلك تؤكد أهمية الثقافة في حياتنا، مثلما تؤكد أهمية التوثيق في سيرة الشعوب.

وكان اتحاد الكتاب أكد أنه حصل من عائلة الشاعر الراحل أحمد راشد ثاني على 67 صندوقاً من المخطوطات في الشعر والرواية والمسرح والتراث، ولاتزال «صناديق أحمد» تنتظر انتشالها من العتمة، لتخرج إلى القارئ وتواصل سيرة الشاعر بعد رحيله المفجع والمفاجئ. وهذا الأمر يتطلب إمكانيات على صعد متعددة، لتصنيف المخطوطات ومراجعتها وطباعتها وتوزيعها. وكان اتحاد الكتاب أصدر كتاباً يتضمن مقالات عن الراحل، وأصدر كتاب «لذة المرض» الذي كتبه أحمد راشد خلال فترة مرضه، كما أطلق اسمه على قاعة اتحاد الكتاب في الشارقة.

حبيب الصايغ قرع الجرس، للمرة الثالثة، وللسنة الثالثة على التوالي، لإنقاذ إرث الشاعر أحمد راشد ثاني من الضياع والنسيان والتلف، ولايزال الرنين متواصلاً منذ 20 فبراير 2012.

alialameri@gmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر