مزاح.. ورماح

العميل المسلّي..

أحمد حسن الزعبي

قبل أيام اشتعلت مواقع الإنترنت بما ذكرته شركة «سامسونغ» العالمية حول تلفزيوناتها الذكية، حيث نصحت زبائنها بأنه في حال الحديث في أمور خاصة عليهم أن يوقفوا خاصية التعرف وتسجيل الصوت، قبل إرسالها إلى طرف ثالث، ولم تسمِّ الشركة الطرف الثالث أو تعرّف به من يكون، ثم عادت واعتذرت عن هذا التنبيه قائلة إن خطأ ما حدث في فهم نص اتفاقية خصوصية المستخدم.

على أي حال فقد تكون التلفزيونات الذكية هي «أحدث» الجواسيس وأقلهم خطورة.. فهناك «عملاء» يعملون لجهة مجهولة يراقبونك في كل تحرك وفي كل قول أو رسالة، وقد كشف تقرير نشر، أخيراً، على موقع «الجزيرة نت» ذكرها بالتفصيل، ونذكرها هنا للفائدة:

أولاً: زرا الإعجاب والمشاركة في الـ«فيس بوك»، بالإضافة إلى التعليقات: مجرد أن تضع «لايك» أو «شير» أو تعليقاً فإنهم يستطيعون أن يتتبعوا أي المواقع التي دخلتها طوال اليوم، وماذا ترتاد من هذه المواقع، ليوجهوا إليك إعلانات محددة تهمّك وتناسب اهتمامك، من دون أن تعرف كيف، هذا طبعاً في حال التجسس حسن النية.

ثانياً: خدمة التعرف إلى الموقع في الهواتف الذكية: فهاتف الـ«آي فون» مثلاً يحتفظ بقائمة طويلة لكل الأماكن التي زرتها أخيراً، وكذلك المدن والمواقع التي ترددت عليها، بما في ذلك مكان عملك ومنزلك.. أما أجهزة «أندرويد» فتحفظ موقع المستخدم وتقدم اقتراحات دقيقة لمكان وجوده.

ثالثا: «أوبر»: وهي خدمة تختصر معاناة المتنقلين والركاب من العثور على سيارة أجرة، من خلال تطبيق بسيط على الهاتف الذكي، لكن هذه الخدمة تحتفظ ببيانات رحلتك بسيارة الأجرة، وهي بيانات تستخدمها الشركة لضمان سلامة الرحلة (لكنّ طرفاً ثالثاً) قد يستفيد منها إذا ما أراد أن يعرف تحركاتك، فتعرض له تاريخ ركوبك السيارة ومعلومات عن سائقها.

رابعاً: شبكات الهاتف النقال: يعمل الهاتف المحمول من خلال إرسال اتصالات مشفرة من وإلى أبراج الإشارات اللاسلكية، وفي المدن تنتشر هذه الأبراج بكثرة، وقد تكون في نطاق هاتفك في وقت معين، ويرتبط الهاتف بأقرب برج إليه، وبالتالي تحديد مكانك لأقرب 100متر أو أقل.

خامساً: بيانات «إكسيف» في صورك الرقمية: وفي هذه الأيام بإمكان الهواتف الذكية أو الكاميرات الرقمية الحديثة تضمين الصورة معلومات بالمكان الذي تم التقاطها فيه، من خلال ميزة نظام تحديد المواقع الجغرافية (جي.بي.إس) في الهاتف، ولذلك يجب الحذر عند مشاركة الصور مع آخرين.

سادساً: التعرف إلى الوجه في «فيس بوك»: عند رفع الصور في موقع «فيس بوك» لإيجاد صورة مثلاً مع أصدقاء لم يتم وسمهم (tagged)، ويعرض عليك مقترحات بمن تضيفه منهم، وهذه الخدمة التي يقدمها «فيس بوك» الهدف منها التعرف إلى الوجوه والأسماء والحسابات في الصور التي تم رفعها.

هذا الكمّ الكبير من «الجاسوسية» التقنية لمن تذهب؟ هل فعلاً المستفيد الوحيد منها شركات الإعلان ومراكز الدراسات المعنية بالاستهلاك والبيع وحسب؟ أم تلك العين المضيئة فوق «هرم الدولار»؟!

ahmedalzoubi@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر