كل يوم

معركة شرسة ضد الفكر المنحرف

سامي الريامي

توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، التي ترجمها الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، بأوامر فورية بتمركز سرب من الطائرات المقاتلة «إف 16» للقوات الجوية الإماراتية في الأردن، تحمل معنى واضحاً بمؤازرة ووقوف الإمارات بكل إمكاناتها مع الأشقاء الأردنيين، في السراء والضراء، ودعمها المستمر بكل الوسائل المتاحة لموقف الحكومة الأردنية في مواجهة تنظيم إرهابي جائر.

«داعشي» يجب أن تصبح مرادفاً لكل همجي لا دين له، ولا يمتلك أي ذرة من شعور أو عاطفة، أو ذرة إنسانية، و«داعشي» أيضاً هو كل من يتعاطف مع هؤلاء بكلمة، أو يشاطرهم أفكارهم، وكل من يعتقد أنهم على حق.

الإمارات لن تكتفي بتصريحات الشجب واستنكار الفعل الآثم الذي قام به «داعش» بحرق الطيار الشهيد معاذ الكساسبة، ولن تكتفي ببرقيات التعزية، ولن يكون موقفها الداعم للأردن محدوداً بكلمات، بل ستقف بكل قوة وحزم مع الأردنيين، وستدعمهم بكل إمكاناتها للثأر من هؤلاء القتلة.

عقب السلوك الإجرامي المروّع لعصابة تنظيم داعش بحرق الطيار الأردني، أصبح لزاماً إدخال كلمة «داعشية» إلى قواميس لغات العالم جميعها، لتعني أعلى درجات الوحشية، والبربرية، والهمجية، وتصبح وصفاً لكل من فقد إنسانيته، فكلمات اللغة العربية الحالية، وغيرها من لغات العالم، لا تؤدي غرضها في وصف هذا السلوك والتصرف غير الإنساني البشع.

«داعشي» يجب أن تصبح مرادفاً لكل همجي لا دين له، ولا يمتلك أي ذرة من شعور أو عاطفة، أو ذرة إنسانية، لأن كل فرد من هذه الجماعة هو كذلك، و«داعشي» أيضاً هو كل من يتعاطف مع هؤلاء بكلمة، أو يشاطرهم أفكارهم، بشكل كامل أو جزئي، وكل من يعتقد أنهم على حق، فهو «داعشي» مجرم، يجب أن يعاقبه القانون، قانون حفظ الأمن والاستقرار، وقانون حماية عقولنا وعقول الأجيال المقبلة.

الحرب على هؤلاء الدواعش، سواء في سورية والعراق، أو الدواعش المتطرفين المتخفين في المجتمعات العربية، يجب أن تستمر بلا هوادة، فهم سرطان خبيث، إن لم يتم اجتثاثه فسينتشر ليقضي أولاً على سماحة وعظم دين عظيم، ومن ثم سيقضي على المسلمين من خلال تحطيم كل ما هو جميل في صورتهم أو حياتهم.

الفكر المتطرف هو العدو اللدود الذي تجب محاربته، وفكرة إقامة الخلافة التي تجبي الجزية، وتسبي النساء، هي إحدى هذه الأفكار التي هي أساس الفكر الداعشي، وأساس الفكر الإخواني، وأساس التشدد والتناحر مع الآخر، يجب أن تلغى، وأن تقتنع الأجيال الحالية، وتتعلم الأجيال المقبلة أنه لا يمكن لأتباع دين أن يقضوا على بقية الأديان، فلا المسلمون قادرون على إبادة غير المسلمين، ولا يوجد أحد قادر أيضاً على إبادة المسلمين، وفكرة سيطرة دين واحد على الكرة الأرضية يصعب تحقيقها، فلا مجال إلا للتسامح والتعايش بين الجميع، ولا مجال إلا لحرية المعتقدات، ولنطبق ونكرس مفهوم لهم دينهم ولنا ديننا، وهذا ما ينص عليه الدين الإسلامي الحنيف في كثير من آيات القرآن الكريم.

الدولة الإسلامية، والخليفة، والأمراء، وكل ما يرفعه «داعش» من شعارات، كذب وافتراء على الإسلام، فلا علاقة لهم بالدين الإسلامي، أو أي دين آخر، بل لا علاقة لهم بالبشرية والإنسانية.

القضاء على هذه المجموعة الإرهابية مسألة وقت، فهم لن يصمدوا طويلاً، وسيأتي يوم لا محالة تتفق فيه دول العالم على التحرك الجدي لإبادتهم، لكن القضاء على الفكر الداعشي المتشدد هو المعركة الحقيقية الصعبة الطويلة الأمد، والتي يمكن أن تستمر عشرات السنين، معركة معقدة وشرسة، لأنها مواجهة مع فكر، لكن خوضها مسألة حتمية لا جدال فيها، ولابد أن يخوضها الوطن العربي والإسلامي بأسره، في المدارس والجامعات والمساجد، لاجتثاث أية بواقٍ أو بذور لهذا الفكر المتطرف المنحرف الضال.

twitter@samialreyami

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر