ملح وسكر

صورة مشرفة

يوسف الأحمد

انتهت القصة وتوقف الحلم الذي طال انتظاره بعد أن قطعنا أشواطاً وتبقى شوط في مشواره، لتستيقظ الجماهير وتجد حلمها قد طار بعيداً عنها، فرغم مرارة الهزيمة والخروج الحزين من نصف النهائي، إلا أن الشكر هنا واجب تقديمه لنجومنا بعد أن أبلوا البلاء الحسن ولم يبخلوا بالعطاء والجهد، حيث عكسوا صورة مشرفة لتمثيل بلدهم وفرضوا الأبيض ضمن الأربعة الكبار في القارة الصفراء.

نعم كان الطموح أن تكتمل مسيرة الحلم بالوصول إلى كرسي التتويج والزعامة، لكن مشيئة الأقدار حالت دون الاستمرار، وأجبرت الأبيض على التوقف في هذه المحطة التي كانت هدفاً معلناً للمدرب وللاتحاد، رغم الرغبة المخفية بتجاوزها والقفز منها إلى ملعب النهائي لمنازلة الكوريين على كأس البطولة.

«علينا أن نتوقف عند الأسباب الفعلية التي كشفت لنا الواقع الحقيقي لقدراتنا أمام المنتخبات الكبيرة».


«بقيت المهمة الأعظم التي يجب العمل لها من الآن، إذا ما أردنا أن نكون موجودين في روسيا 2018».

صحيح أنه كان بالإمكان أفضل مما كان أمام المنتخب الأسترالي الذي لم يمنح لاعبينا الفرصة لالتقاط الأنفاس، بعد أن باغتهم بضربة مبكرة ومفاجئة بالشباك محدثاً ربكة وهزة في الخطوط التي حاولت التماسك والانضباط، لكنها مُنيت بضربة قاصمة أخرى زادت الثقل والحمل ولاحت منها شارة الاستسلام، رغم كل محاولات العودة التي بذلها اللاعبون وخلفهم الجهاز الفني.

لن نبكي الآن على الخسارة ولن نندب الحظ، فالوقت ليس وقت معاتبة أو ملاسنة، لكن علينا أن نكون واقعيين في التعاطي مع الحدث ونتوقف عند الأسباب الفعلية التي كشفت لنا الواقع الحقيقي لقدراتنا أمام المنتخبات الكبيرة، فتجاوز اليابان جاء من عنق الزجاجة وخرج من رحم المعاناة والأعصاب التي مررنا بها، فلم نكن الأفضل فنياً لكن كسبنا النتيجة كأفضل نهاية، ليأتي بعدها المحك الفعلي أمام صاحب الأرض، الذي ظهر الفارق معه في القوة والمهارة والتركيز، إذ كانت عوامل جوهرية ومفصلية لتفوقه وإنهاء مهمته مبكراً، فلولاها لكان من الممكن مقارعته والتغلب عليه، لندرك تماماً أننا نملك نجوماً لم يتم استثمارهم بالشكل الأمثل، خصوصاً أن مستواهم وأداءهم البدني يأتي انعكاساً لمستوى دورينا الفعلي الضعيف، الذي فرضت أنديته طوق احتكار عليهم بأن أصرت على رفض كل عروض الاحتراف التي تأتيهم من الخارج، بل حتى على المستوى المحلي ترفض الانتداب والإعارة ولو على سبيل التجديد والتغيير لهم.

ورغم كل التقدير والثناء للجهاز الفني وما يقدمه من عمل، إلا أن الوضع بات يتطلب وجود خبير أو مختص يُقيّم العمل ويقف عند بعض القرارات وما يترتب عليها من أخطاء وهفوات تكبدنا الكثير دائماً، كون الاجتهاد والتوفيق لن يستمرا دائماً، فالجميع يتقاسم المسؤولية ويتحمل تبعاتها، لكن علينا أن نكون صرحاء أمام واقعنا الذي ندفع ثمنه غالياً أحياناً، لذا فقد انتهت مهمة آسيا وبقيت المهمة الأعظم التي يجب العمل لها من الآن، إذا ما أردنا أن نكون موجودين في روسيا 2018.

Twitter: @Yousif_alahmed

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر