السموحة

نفرح.. ونصفّق للأبيض

أحمد أبو الشايب

لماذا نحزن على خروجنا من نصف نهائي كأس آسيا؟ ولماذا اعتقدنا أننا أبطال القارة بعد تفوقنا على اليابان؟ على العكس، علينا أن نفرح ونصفّق للاعبي الأبيض والمدرب مهدي علي، وكل من رافق المنتخب الى أستراليا ابتداء من رئيس البعثة إلى أصغر عضو، ونشكرهم على هذه المشاركة المشرّفة، التي إن لم تتوج بإنجاز، لكنها تركت بصمة واضحة وحظيت باحترام الجميع الذين غمروا الإمارات بنظرات الإعجاب على الأداء الفني، وتألق النجوم «عموري» ومبخوت وأحمد خليل وماجد ناصر، وعلى الالتزام والانضباط وحسن التمثيل، والمسؤولية في حمل شارة المنتخب.

«مهدي علي عمل بالإمكانات والطاقات والأدوات المتوافرة لديه، ولم يخدع الشارع الرياضي بالوعود (الرنانة)».

قدمنا أجمل الأداء في الدور الأول، وفزنا على قطر والبحرين وخسرنا من إيران بهدف «مشكوك فيه» في الوقت بدل الضائع، وأعتقد أن هذه المباراة كانت نقطة التحول في مسيرتنا الآسيوية، وليست مباراة اليابان، لأننا فقدنا من خلالها صدارة المجموعة وتأهلنا لملاقاة اليابان التي كانت أقوى اختبار لنا من الناحية الفنية، وتغلبنا عليها بعزيمة وأداء قتالي لم أشاهده للمنتخب الوطني بهذه المجموعة الرائعة من اللاعبين، لكن قوة العطاء استنفذت طاقة اللاعبين وأوصلتهم «منهكين» إلى ملاقاة أستراليا صاحبة الأرض والجمهور والأداء الأقوى في هذه البطولة، حتى شاهدنا الانخفاض في الأداء وسوء التركيز واستقبال الهدفين المبكرين، ولو أننا لعبنا مع كوريا في نصف النهائي أعتقد أن الأمر كان سيختلف كثيراً.

عدم تصدرنا المجموعة وضعنا في مأزق اللعب مع أقوى منتخبين في آسيا شاركا في كأس العالم الأخيرة في البرازيل، ولعبنا أمام اليابان بشكل متميز، قبل أن نواجه المرشح للقب «أستراليا» ونخرج أمامه، يعني باختصار منتخب الإمارات لعب كأنه في إحدى مجموعات نهائيات كأس العالم.

ما قاله «الكابتن» مهدي علي قبل المشاركة في البطولة أمر منطقي، لأنه يدرك المستوى الفني الحقيقي للاعبيه، ويعلم أن هنالك ثغرات لم تكتمل ويجب العمل عليها، حتى تتربع كرة القدم الإماراتية على عرش القارة، وعندها لن نخشى من هوية اسم الفريق الذي سنواجهه في نصف النهائي أو غيره.

مهدي علي عمل بالإمكانات والطاقات والأدوات المتوافرة لديه، ولم يخدع الشارع الرياضي بالوعود «الرنانة» أو الألقاب، كما يفعل العديد من المدربين، بل كان واقعياً ومنطقياً وحدد هدفه من البداية، وحققه رغم الظروف الصعبة التي عاكسته.

الحلم والطموح شيء جيد، لكن مازال أمامنا الكثير من العمل حتى نصبح «أسياد آسيا»، ونحتفل بالرقم «واحد»، وعلينا الالتفات قليلاً الى الوراء، ومراقبة الأجيال الصاعدة ومقدرتها على تحقيق مبدأ تواصل الأجيال، لأن أهداف كرة الإمارات لن تتوقف عند المشاركة في بطولة آسيا أو التأهل لكأس العالم لمرة واحدة، نريد الوجود المستمر في العرس العالمي.. وتصدير المواهب والسفراء الكرويين الى أنحاء العالم. وأخيراً، لا نقول «هاردلك» للمنتخب بل «مبروك الأداء المشرف».

***

بكاء «عموري» الشديد بعد الخسارة من أستراليا، ليس مستغرباً من لاعب كبير يسعى إلى تحقيق شيء تاريخي، ولا يرضى إلا بالألقاب.

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

shayebbb@yahoo.com

تويتر