مزاح.. ورماح

نعم.. أنا المسلم!

عبدالله الشويخ

نعم أنا المسلم، أفتخر بذلك ولن يستطيع اثنان من الحمقى الذين سنجد غالباً أنهم تربوا لديك وتدربوا لديك وتأسلموا لديك هما من يحاولان زعزعة افتخارنا بما نحن عليه، فأنت تتقن فنون اللعبة، تعرف متى وماذا تفعل، هذا يكرّ وذاك يفرّ، وترسم الرسمة الجديدة كما تهوى أنت! نعم أنا المسلم ولن أخجل من ذلك أبداً، سأبقى رافعاً رأسي لأنك تستدل بحوادث حمقاء وفردية وغالباً ما تقف أنت وراءها، بينما أستدل أنا بآلاف السنين التي يعجز فيها التاريخ عن أن يذكر حادثة واحدة لجيوشي النظامية ضد أي شعب آخر.

نعم أنا المسلم، أنا المسلم الذي فتحت جيوشي مصر فأصبحت قلب عروبتي، أنا المسلم الذي فتحت جيوشي الشام فأصبحت حمى الإسلام، أنا المسلم الذي فتحت جيوشي تركيا فأصبحت حاضنة لحضارتي لقرون، أنا المسلم الذي انتشر فأصبح جزءاً أصيلاً من المجتمع وليس جزءاً مفروضاً عليه، أنا المسلم الذي نادى المنادي بأمر الخليفة بخروج كل جندي من جنودي من بلاد قيرغيزستان، لأن آمر الجيش لم يستأذن أهل المدينة بالدخول.

أنا المسلم الفلسطيني الذي سقط برصاص المحتل حين كنت أدافع عن كنيسة القيامة رعاية لعهدة عمرية، أنا المسلم المصري الذي أقام قداس جيرانه حين غاب عنهم الأنبا لمرض ألمّ به، أنا المسلم الإندونيسي الذي حملت جاري المسيحي المصاب على ظهري سبعة كيلومترات لإنقاذه من الغرق، أنا المسلم العراقي الذي أسكنت في بيتي عوائل نازحة من ديانات أخرى ضربتها طائرات غازية، أنا المسلم البوسني الذي لم يمس كنائس في مدينته برصاصة واحدة رغم هدم 400 مسجد له مع سبق الإصرار، أنا المسلم المغاربي الذي تعذب أجدادي في محاكم التفتيش ومازلت أفتح صدري محباً ومرحباً، أنا المسلم الجزائري الذي قدم مليوناً ولم يطالب إلا باعتذار لم يحصل عليه، أنا المسلم والد الطفلة المسلمة الفرنسية التي عادت لمدرستها باكية لأنك منعتها من وضع حجاب صغير على رأسها، وسببت لها جرحاً كبيراً!

جيوشي لم تقم بذبح عوائل كاملة ودفنها في جلفار، جيوشي لم تفنِ مدينتين كاملتين في غمضة عين، جيوشي لم تغتصب 600 ألف امرأة وتقتلهن وتدفنهن في مقابر جماعية، جيوشي لم تقم محاكم للإعدام العلني، جيوشي لم تحضر آلاف الأطفال وتدهسهم بدباباتها، جيوشي لم تضع قط رأساً على رمح، حين تحدثني عن حضارة فحدثني عن تاريخي وجيوشي النظامية، لا تحدثني عن ميليشيات للقتل أنت تعرف من وراءها!

أنا المسلم وأفتخر بذلك، لن ينال مني طابورك الخامس الذي خرج من جحوره مقتنصاً الفرصة لقول ما كان يخشى قوله، فعلاً الفتن حصاد المنافقين، كل منهم يبكي وهو يردد رغبته الشجاعة في مراجعة النصوص الدينية، أفهم الرسالة وأعلم أنك وطابورك الخامس تقصدون القرآن، ولكن هذا لا يهمني لأنني أفهمه على حقيقته وأعرف تفسيره الصحيح، أما أنت ومن معك فأنتم من تحتاجون إلى مراجعة عقيدتكم الإنسانية والقتالية!

أرجوك، أنت من خلقت «داعش»، وأنت من يجب أن تحل مشكلتك معه، اتركني وإسلامي جانباً منكما!

Twitter:@shwaikh_UAE

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر