5 دقائق

ضغوط الكسل!

د.عبدالله الكمالي

قد يستغرب بعض القراء الأفاضل هذا العنوان، فهل نحن نعاني ضغوط الكسل؟ في ظني القاصر: نعم، فمن يتحدثون عن ضغوط العمل كثيراً، لو نظرت في حال بعضهم، لوجدت أنهم يعانون ضغوط الكسل، وليس ضغوط العمل، فبسبب الكسل يتصور أن كتابة 10 رسائل في اليوم متعبة جداً، فهو يأخذ في كتابتها ساعات، بل التوقيع على رسالة واحدة قد يأخذ منه وقتاً طويلاً، بسبب تعود بعض الموظفين على التراخي والتأجيل، ويتصور بعضهم أن قراءة 20 رسالة واردة إلى البريد الإلكتروني مرهقة، وهذا بسبب اقتناع النفس بأن هذا عمل شاق، مع أن الواقع ليس كذلك أبداً، وعندما نجد الموظف يتذمر من كثرة المعاملات الواردة إليه، وهي في حقيقتها لا تتعدى 30 معاملة في اليوم، ولا تتطلب منه إلا تحويلاً لها إلى القسم المختص، فهذا ناتج أيضاً عن الكسل الذي تعود عليه الموظف، فلو قسمنا عدد المعاملات على سبع ساعات عمل، لوجدنا أن الموظف ينجز خمس معاملات فقط في الساعة الواحدة، وهذا رقم قليل بالنسبة لعدد ساعات العمل.

مطلوب أن يستشعر الموظف أهمية تحرره من ضغوط الكسل، وأنه بالجد والاجتهاد وترك العجز والكسل سيطور نفسه.

إن عدد ساعات العمل الفعلية التي يقوم بها بعض الموظفين لا يتعدى ثلاث ساعات فقط، بل هي أقل من ذلك، فيذهب وقت كثير من العمل في الحديث عن مباريات كرة القدم، أو مشاهدة بعض المقاطع الواردة على «واتس أب» وغيره من مضيّعات الأوقات، فالمطلوب أن يستشعر الموظف أهمية تحرره من ضغوط الكسل، وأنه بالجد والاجتهاد وترك العجز والكسل سيطور نفسه، وسنحقق جميعاً على مستوى دوائرنا تقدماً كبيراً، ولا يفهم من كلامنا أن الموظف الذي يرهق نفسه في العمل أكثر هو الموظف المتميز، فهذا ليس صحيحاً، فالصحيح أن الموظف المتميز هو الموظف الذي ينجز أكثر في وقت أقل وبجهد أقل، لذلك يقولون: ليس المهم أن تعمل أكثر، بل المهم أن تعمل بذكاء، ففي بعض الجهات يمكن اختصار خطوات العمل لتكون أقل وأسرع، ويمكن إعداد قوالب جاهزة للمراسلات، فليس على الموظف إلا كتابة أشياء يسيرة وتكون الرسالة جاهزة بذلك، ومن المهم جداً تفعيل الجانب الإلكتروني، فمن غير المقبول أن يكون الجانب الإلكتروني سيئاً وليس كما هو معلن للجمهور! فيا أيها الموظف تحرر من ضغوط الكسل، وجرب أن ترجع إلى بيتك من عملك وليس على مكتبك ورقة معلقة أو معاملة لم تنظر فيها، وستشعر براحة وسعادة وإرضاء للضمير، وبركة في الراتب، فالهمة والنشاط من أسباب السعادة، والكسل من أسباب ضيق الصدر، وفي الحديث الصحيح: «اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل».

مدير مشروع مكتوم لتحفيظ القرآن الكريم بدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي

alkamali11@

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر