5 دقائق

تغلب على الخوف

الدكتور علاء جراد

مَن منا لا يخاف، نخاف من المستقبل، ونخاف على أولادنا ونخاف على وظائفنا، نخاف أن يفقد الآخرون اهتمامهم بنا وتتدرج وتتفاوت مستويات الخوف، وهو شعور مزعج ويؤدي إلى الفشل أحياناً وقد يكون العدو الأكبر للإنسان. فهل الخوف شيء سيّئ فعلاً؟ هل يجب ألا نخاف أبداً؟ أعتقد أن الخوف هو جزء من حياتنا وإحدى سمات كل البشر، ولكن ينبغي أن نفهم خوفنا ونضعه في حجمه الطبيعي، وإذا صح القول يمكن أن نقسم الخوف إلى ثلاثة أنواع: خوف مرضي وخوف سلبي وخوف إيجابي، فالخوف المرضي قد يرجع إلى انعدام الثقة بالنفس أو بسبب رواسب نفسية، وقد يعيق الإنسان عن التقدم، كما أنه يعزل صاحبه عن العالم، وهو يحتاج إلى علاج وتدخل اختصاصي. أمّا الخوف السلبي فهو أقل درجة وقد يرتبط بمواقف أو مراحل معينة في حياة الإنسان، ولكنه أيضاً قد يعيق عن التقدم والإنجاز. أمّا الخوف الإيجابي فهو النوع الذي يدفع صاحبه إلى تقديم أفضل ما عنده والتأكد من القيام بكل ما هو مطلوب منه، وعادة الناجحين والقادة هم من يكون لديهم هذا الخوف الإيجابي.

من المهم أن يتغلب الإنسان على خوفه وينطلق بكل طاقاته، فالتخلص من الخوف يمنح الإنسان شعوراً بالحرية والانطلاق والإبداع.

ومن المهم أن يفهم الإنسان دوافع وأسباب خوفه وأن يحللها ويضعها في حجمها الطبيعي، وكذلك من المهم أن يتغلب الإنسان على خوفه وينطلق بكل طاقاته، فالتخلص من الخوف يمنح الإنسان شعوراً بالحرية والانطلاق والإبداع، وفي كتاب «من حرك قطعة الجبن الخاصة بي» يقول د. سبنسر جونسون «عندما تتخلص من الخوف ستشعر شعوراً رائعاً»، فالخوف هو الذي يمنع البعض من الاستجابة للتغيير ويضيّع عليهم فرصاً قد لا تتكرر، وبالتالي يشعروا بالحسرة والندم، وقد ينعكس هذا الشعور السلبي تجاه الآخرين بالغيرة والحسد، لأنهم لم يخافوا وأقدموا على إنجاز ما لم يستطيعوا هم إنجازه أو حتى البدء فيه بسبب الخوف.

إن الخوف قد يتحوّل إلى جبن، وعندما يجبن الإنسان سيواجه صعوبات كثيرة في اتخاذ أي قرار، المشكلة الأكبر أن الجبن قد يورث وقد لاحظت ذلك حتى بدا الأمر كأنه إرث عائلي، وقد استعاذ رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم من الجبن. يجب على الإنسان أن يكون شجاعاً ولكن من دون تهور. والشجاعة هي إحدى القيم التي تدرس في مادة التربية الأخلاقية في بعض الدول، التي عرفت معنى القيم وأهمية غرسها في أطفالها الذين هم قادة المستقبل. وأخيراً فإن الخوف الوحيد الذي هو قمة الشجاعة هو الخوف من الله عز وجل.

كل عام وأنتم بخير ولنستقبل العام الجديد بكل شجاعة وانطلاق ومن دون خوف.

Alaa_Garad@

Garad@alaagarad.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر