5 دقائق

أيوب بصل وكيم كارديشيان

خالد السويدي

علمتنا الحياة أنّ لكل ساقط لاقطاً، الساقط هنا ربما يكون واحدة مثل كيم كارديشيان التي لديها معجبون ومعجبات يقدر عددهم بالملايين في شتى أنحاء العالم، وهي بالطبع ليست مطربة ولا ممثلة ولا حتى عارضة أزياء، بل اشتهرت أكثر بظهورها عارية في العديد من المناسبات، ومع ذلك ستجد أنها صارت الشغل الشاغل للعديد من الحمقى والمغفلين الذين يعتبرونها مثلاً أعلى ونجمة تستحق أن تنال الإشادة والتصفيق.

كيم كارديشيان تمثل ظاهرة اعترض عليها الكثير من العقلاء، وشنوا حملات على الإعلام الغربي تحت عنوان: توقفوا عن جعل الحمقى مشاهير! فالإعلام جعل العديد من هم على شاكلتها وأسوأ منها، وربما أتفه منها بكثير، أشهر من نار على علم.

الإعلام جعل العديد من هم على شاكلتها وأسوأ منها وربما أتفه منها بكثير أشهر من نار على علم.

والمجتمعات العربية لا تختلف عن المجتمع الأميركي التي جعلت العديد من الحمقى مشاهير، حمقى في الـ«إنستغرام» والـ«سناب شات» والـ«يوتيوب»، وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعي، صار للعديد منهم متابعون ومطبلون يؤيدونهم ويصفقون لهم، ويضحكون عليهم.

إنما المصيبة عندما تقوم الجهات والمنتديات الإعلامية بتقدم مثل هؤلاء على أنهم يمثلون الثورة المقبلة في الإعلام، يقدمونهم على أساس أنهم القدوة لهذا الجيل، وتستضيفهم الجامعات والكليات مع أنّ الأغلبية منهم لا يجيدون أبجديات الحوار ولا يعرفون كيف يركبون جملة صحيحة، والمصيبة الأكبر عندما يشعر أحدهم أنه فعلاً من المشاهير الكبار فيطلب عشرات الآلاف من الدراهم للمشاركة في الفعاليات المختلفة، مع أن الواحد منهم لو «تخضه» من اليوم إلى الغد ستجد أنه لا يساوي ألف درهم.

هنا لا أقصد من يقدم رسالة هادفة لتثقيف المجتمع والاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي الاستغلال الأمثل بالأسلوب الفكاهي أو حتى الجاد، بل إني أقف ضد التهريج والسخافة بلا هدف، أقف ضد من فقس للتو من البيضة ويصاب بالوهم ويصنف نفسه إعلامياً وأستاذاً في هذا المجال.

توقفوا عن جعل الحمقى مشاهير، فالوضع في الوقت الراهن صار لا يطاق، ويصيبك بالغصة والقهر في كل مكان، فالمبدعون الحقيقيون لا يلتفت إليهم أحد، وأما من يجعل نفسه أحمق ليُضحك الناس على ما يقدمه من تفاهات فسيجد التصفيق والإِشادة وكل التقدير حتى لو كان بمستوى ثقافة أيوب بصل.

Emarat55@hotmail.com

Twitter: @almzoohi

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر