دوري متقلب

إثارة دورينا وتقلباته المختلفة لن تتوقف مع انقضاء مرحلة الدور الأول منه، حيث ستستمر المراوغة واللعب إلى أن يتوقف قطاره في محطته الأخيرة. فالمتغيرات تتجدد بناء على المعطيات التي تقدمها الفرق وما تسفر عنه من نتائج، فمن يفوز في هذا الأسبوع يخسر في الذي يليه، ومن يكون الأفضل هنا يتحول للأسوأ هناك، وهكذا يستمر الدوران حول كرسي النتائج والمراكز من جولة إلى أخرى. وعلى الرغم من أن الغطاء قد انكشف عن ملامح الصدارة والوسط وكذلك مربع الهبوط، إلا أنه لا يمكن الرهان على أحد منها، كونها تتأرجح في مستوياتها وأدائها المحير، فالنتائج برهان على هذه الحال التي أضعفت قوة المنافسة والصراع اللذين توقعهما الجميع، بل أفقدت حلاوة الدوري الذي أصبح مثل الوجبة التي يحار صاحبها في أن يرشها بالملح أو ينثر عليها السكر، كي يستمتع بمذاقها.

أثار قرار إدارة الفجيرة بإقالة مدرب الفريق، العراقي عبدالوهاب، واستبداله بالتشيكي هاسيك، بعض ردود الفعل التي راوحت بين المؤيد والمعارض له. فقد اعتبره البعض مغامرة من الممكن أن يجتازها الفجيرة بنجاح أو أن يقع في شَرَكها ويفشل. ورغم نجاحه في اجتياز عجمان في ثانية مهامه إلا أن الحُكم سابق لأوانه الآن، حيث كانت لهاسيك تجربة سابقة مع الأهلي توّجها بلقب الدوري لأسباب و دواعي كثيرة، لكن تلك العوامل والمقومات هل ستكون موجودة مع الفرقة الفجراوية؟ وهل بإمكان نوعية اللاعبين التأقلم مع فكر وأسلوب هاشيك؟ فهو مجرد تساؤل عن مدى قدرة اللاعبين على الالتزام والعطاء، كون المدرب السابق لم يكن سيئاً بقدر ما نجح في تقديم الفجيرة بشكلٍ وأسلوبٍ مغايرين، رغم تفاوت النتائج الإيجابية، كما تمكن من جمع عدد من النقاط ستؤهل الفريق لزيادة غلته في الدور الثاني، وبالتالي ستبعده عن شبح الهبوط حتى لو كتب سطراً وترك آخر، بمعنى أن وضعه أفضل من غيره لأن مقومات البقاء موجودة لديه، لكنها بحاجة إلى توفيق وتركيز من اللاعبين، مثلما حدث أمام بني ياس والشارقة، كحالتين متناقضتين دان فيها اللاعبون أنفسهم. لذا فإن مسألة نجاح هاسيك مرهونة بمدى تعاون وتفاعل اللاعبين معه، وخلفهم الإدارة التي عليها أن تتأكد من السيولة المالية في المرحلة المقبلة، التي متى ما بقيت منتعشة ومتوافرة، ستنتعش معها نتائج فرقتهم.

Twitter: @Yousif_alahmed

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .