كل يوم

قناعات إماراتية راسخة..

سامي الريامي

شيء يعجز اللسان عن وصفه، وتعجز الجمل عن التعبير به، هذا باختصار ما تفعله دولة الإمارات في مصر، عمل خيالي سيتحدث عنه التاريخ، وستتناقله الأجيال، فهو مثال ونموذج واقعي وحي للتلاحم والتعاضد الذي ينبغي أن يكون بين الدول العربية، وهو مثال نموذجي واقعي للأخلاق العربية والإسلامية التي تعتمدها دولة الإمارات في سياساتها واستراتيجيتها، والقائمة هنا على مبدأ المسلم للمسلم كالبنيان المرصوص، ومبادئ عدم التخلي عن الشقيق والصديق، وردّ الجميل لكل من أسهم يوماً في تحسين وتطوير الحياة في الدولة.

«الإخلاص الإماراتي في تنفيذ المشروعات التنموية لأهالي مصر يحقق نجاحات عالية غير اعتيادية، لأنه خليط مشاعر حب حقيقية لمصر وأهل مصر، ومبادئ راسخة زرعها الشيخ زايد في جميع مواطني الإمارات، وأداء واجب عروبي إسلامي تجاه قلب الأمة العربية».

لا ننكر أبداً أن وقوف الإمارات بكل ثقل وقوة إلى جانب حكومة وشعب مصر له جوانب سياسية، تتعلق بإيمان الإمارات العميق ومنذ قيامها في عهد المغفور له الشيخ زايد، بأن مصر هي قلب العالم العربي، إذا قويت كانت للعرب قوة، وإذا ضعفت فضعفها يؤثر في جميع الدول العربية، هذه قناعة راسخة لن تتغير، لكن السياسة ليست كل شيء، فالإمارات تملك أسباباً كثيرة جداً تجعل موقفها الداعم تجاه مصر يزيد يوماً بعد يوم، ليس المجال هنا لذكرها، لكنها تتوطد وتترسخ في كل يوم.

هذا الاهتمام بمصر ليس شعوراً حكومياً فقط، بل إن المشاعر الشخصية لمواطني الإمارات، ومسؤوليها، هي جزء مهم لا يتجزأ من مسببات الدعم الحكومي لمصر وشعب مصر، وعامل مهم في الإخلاص والتفاني في تقديم أفكار ودعم ومساعدات نوعية غير مسبوقة.

الدكتور سلطان الجابر وزير الدولة رئيس المكتب التنسيقي الإماراتي في مصر، على سبيل المثال، يعشق مصر، وتالياً فإن ما يبذله من جهد شاق في تنفيذ أفكار نوعية، ومتابعة تنفيذ المشروعات بشكل أسبوعي دائم، عمل يحبه ويستمتع بتنفيذه لأنه مؤمن بأهمية ما يقوم به، ومؤمن بأهمية مصر، ومؤمن بفكر القادة، والأهم من ذلك أنه يمتلك قناعة راسخة بالدور الذي يقوم به، والذي كلفته به القيادة، ويريد هو القيام به على أكمل وجه، لذلك لا غرابة أن يقطع سلطان مسافات شاسعة كل أسبوع لمتابعة تنفيذ مئات المشروعات بكل تفاصيلها بسعادة واستمتاع، دون أن نسمع منه يوماً كلمة تذمر واحدة مهما بلغت الصعوبات، وبالتأكيد لن نسمعها حتى ينتهي من تنفيذ المشروعات.

قبل يومين ــ وهذا مثال آخر ــ اتصلت بيوسف باصليب، ذلك الشاب الإماراتي المجتهد المقيم في القاهرة لإدارة المكتب التنسيقي، فإذا به متوجه إلى قرية صغيرة على الحدود المصرية الليبية تبعد أكثر من 1200 كيلومتر من القاهرة، للوقوف على مشروع تنفذه الإمارات لأهالي تلك القرية، وهكذا هي حاله طوال فترة إقامته في مصر، هو وفريق العمل المكلف، يتلمسون احتياجات القرى والأهالي في المناطق البعيدة التي لم تصلها التنمية يوماً، يبلورون تلك الاحتياجات، ويتم طرحها للدراسة لتتحول إلى مشروعات تنموية تمس قطاعات الحياة الأساسية التي ستخدم الأجيال الحالية والمقبلة.

الإخلاص الإماراتي في تنفيذ المشروعات التنموية لأهالي مصر يحقق نجاحات عالية غير اعتيادية، لأنه خليط مشاعر حب حقيقية لمصر وأهل مصر، ومبادئ راسخة زرعها الشيخ زايد في جميع مواطني الإمارات، وأداء واجب عروبي إسلامي تجاه قلب الأمة العربية، إضافة إلى كونه رداً للجميل والدعم السياسي والتعليمي والإداري، الذي قدمته مصر إلى الإمارات في بداية نشأتها، والإمارات لا يمكن أبداً أن تنسى من وقف معها يوماً.

twitter@samialreyami

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر