مزاح.. ورماح

«كاندي كراش.!»

عبدالله الشويخ

أعلن متجر «غوغل بلاي» قبل يومين عن قائمة أكثر البرامج «تنزيلاً» أو «تحميلاً» أو «تخزيناً»، بحسب الترجمة التي تفضلها إلى أن يتفق «ربعنا» على جهة موحدة لتعريب المصطلحات التقنية! وبالطبع تم تقسيم البرامج إلى فئات عدة وكانت اللعبة الأكثر «تحميلاً» ــ لا مؤاخذة ــ هي لعبة «كاندي كراش» الرائعة.. والتي بحسب بعض الإحصاءات يحمّلها نحو 46 مليون مستخدم في كل شهر.. ويبلغ دخلها أكثر من 600 ألف دولار يومياً.. نعم يومياً.. وانتو خلكم على أسهم دانة غاز.. سيقومون بتوزيع أرباح خلال السنوات الثماني المقبلة «ربما».. بحسب ما صرح به مديرها التنفيذي بعد 10 سنوات من إنشائها.. أي أنك ستحصل على 10 فلوس عن كل روبية بعد انتظار 18 عاماً! البيت الشعبي أسرع وأبرك!

إذا لم تكن من مدمني لعبة «كاندي كراش» فيمكنك العودة للصفحة الأولى والتفرغ لضرابات النقاب والشيلة والحوار الأمني الوطني.. أما إذا كنت مثلي فأنت تعلم عن ماذا أتكلم تماماً.. ذلك الجذل الذي تشعر به كلما «خبطت» الحلوى المخططة والحلوى المتفجرة للحصول على «حلوى العيد» الكبرى.. إحساسك بالزعامة كلما أنهيت مرحلة من المرة الأولى.. ذلك الشعور بأنك أذكى من توفيق عكاشة إذا دمجت خمسة من الحلوى للحصول على «الكوكيز» التي تشبه القنبلة البيولوجية الإسرائيلية التي يقال إنها ستقتل بناء على العِرق فقط، أي أنها تقتل فصيلاً واحداً.. تخيل أن تكون في المستقبل جالساً في ما تبقى من الوطن العربي بعد اتفاقية السلام عام 2086 التي تنص على ضرورة إعادة بغداد ودمشق للسكان العرب النازحين وانسحاب إسرائيل إلى خط (أبوغريب ــ الرمادي)، تكون جالساً في وسط مقهي مع أجانب عدة فتسقط قنبلة لا يموت فيها غيرك، لأنها تميز أنك عربي.. بالطبع إذا لم تمت فمصيبة أخرى لأنك بذلك تثبت أنك «مرقع»!

عودة للعبة وأسوأ ما فيها هو عندما تكتشف أنه عليك الانتظار ساعات عدة لكي تحصل على أرواح جديدة وقد قام أحد الزملاء ــ قدس سره ــ بنصحي حين عبرت عن المشكلة بتقديم ساعة الهاتف المحمول وخداع اللعبة والحصول على أرواح إضافية.. وفعلاً قمت بذلك كثيراً.. لكن حين جاءت ساعة الحقيقة وأعدت توقيت الهاتف إلى الوقت الصحيح.. أعادت للعبة ساعات الانتظار وأخذت جميع الأوقات التي «نشلتها» وأضافتها إلى الوقت الذي يجب علي انتظاره.. ويا له من درس حياتي مهم! إن استعجالك يا بُني في إنجاز أمر ما.. ستدفع ثمنه انتظاراً مضاعفاً ذات يوم! فهل تفهم؟!

حدثني أحد ربعي الشيبان ــ رحمه الله ــ فقال لي إن الفرق بين جيلينا هو أن حياتهم كانت عبادة متصلة يتخللها فترات متقطعة لقضاء حوائج الحياة، بينما أنتم حياتكم قضاء كماليات الحياة تتخللها فترات عبادة.. رحمه الله.. لو عاش كي يرى حياتنا «كاندي كراش» تتخللها فراغات لقضاء حوائج الحياة! اللهم سلم!

المغزى من هذا المقال: أرسلوا لي عدة أرواح! لاأزال عالقاً في المرحلة مئتين وسبعة منذ عدة أيام!

Twitter:@shwaikh_UAE

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر