السموحة

«مطر» يضحك بسبب بشير أيضاً

أحمد أبو الشايب

القمة الكروية بين الوحدة والأهلي، كانت النقطة الفاصلة، ومرحلة التحول التي سيشهدها دوري الخليج العربي، لما اشتملت عليه من مواقف وأحداث مهمة ومثيرة، بداية من نتيجتها التي أبعدت أصحاب السعادة بعد جلوسهم طويلاً على عرش الترتيب، ثم أعادت الفرسان الى المنافسة، بعدما أصبحوا على بعد خمس نقاط فقط من المقدمة، رغم أن العين مازال يحتفظ بأفضلية مباراتيه المؤجلتين، إحداهما لن تكون سهلة على الزعيم، خصوصاً أنها أمام الشباب «الفارس» الغامض، والبعيد عن الأضواء في الفترة الحالية.

«مباراة الوحدة والأهلي مرحلة التحوّل، ولقاء الزعيم والجوارح «الحبكة».

ومثلما نسمي مباراة الوحدة والأهلي مرحلة التحول، فإن لقاء الزعيم والجوارح المؤجل من الجولة الأولى، والمقرر الاثنين المقبل، سيكون «الحبكة» أو «عقدة» المسلسل، كما يحب أن يتحدث الروائيون، ومنها سيخرج البطل ويكشف عن هويته الحقيقية، وأنا لا أقصد طرفي المباراة فقط، وانما نصف الأندية المشاركة، والمتربصة التي تزاحم القمة وتنتظر أي تعثر أو خلل يقع من اجل الانقضاض على الصدارة.

العين لديه حلم بست نقاط في لقاء الفجيرة والشباب، اذا جناها جميعها سيكون قد وضع قدمه الأولى على منصة التتويج، بينما الجزيرة الذي يقدم أداء متذبذباً تمكن في النهاية من الجلوس على الصدارة ليمنح نفسه دافعاً قوياً، فيما تعرض الوحدة لنكستين في آخر جولتين، لكنه سيحافظ على ترشيحه إذ توقف الأمر عند هذا الحد، وبالنسبة للشباب يملك أفضل الفرص رغم خسائره الثلاث، لو أحسن التعامل مع مباراة الزعيم، أما النصر والأهلي فيحتاجان إلى «إعادة نظر» في مرحلة الإياب مع تركيزهما على عدم خسارة النقاط مع الكبار والصغار.

في كل الظروف والأحوال فإن الدوري الإماراتي، أصبح أفضل وأمتع مما مضى، ويشبه الآن، الى حد كبير، الدوري الإنجليزي، ليس من الناحية الفنية، وإنما بتقارب النقاط التي زادته حلاوة، وأخفت شخصية البطل بين سطوره، حتى احتار المتابعون والمحللون، وشاهدتهم يختلفون فترات طويلة للخروج بفكرة حسابية أو منطقية عن البطل، ولم «ينطقوها»، لمعرفتهم أن كرة القدم «مجنونة» قد تنقلب عليهم وتضعهم في موقف محرج أمام الجمهور.

وبعيداً عن نتيجة «قمة قلب الموازين»، نعود للإصابة التي تعرض لها كابتن الوحدة والمنتخب إسماعيل مطر، وما رافقها من مواقف أخلاقية تستحق التقدير، وتدل على الروح الرياضية السائدة بين أنديتنا، خصوصاً مبادرة التشيلي مونوز، بسحب عربة النقل بسرعة، ومساعدة الطاقم الطبي في حمل مطر، ثم لهفة مدرب الأهلي كوزمين، وإصراره على الشد من أزر اللاعب اثناء خروجه من الملعب، ولقطة «السيلفي» من بشير سعيد مع صديقه السابق في الوحدة والمنتخب التي ظهر بها مطر يضحك متناسياً إصاباته، رغم ان بشير من تسبب فيها.

ما أجمل هذه الروح التي تجلّت بين أفراد الفريقين، وأعادتنا الى الدائرة الأولى، وهي ان الرياضة عموماً وكرة القدم خصوصاً، ليست «فوزاً وخسارة» فقط، وإنما هي..

shayebbb@yahoo.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر