كل يوم

عقول تبني..

سامي الريامي

هناك عقول في دبي لا تتوقف عن التفكير، لجعل المستقبل أفضل، لا تشغل نفسها إلا بالعمل والإنجاز والتنمية والتطوير، لم تركن أبداً إلى ما وصلت إليه المدينة من تطور ورقي، بل تسعى إلى قمة جديدة كلما حققت إنجازاً في قمة سابقة.

وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، هو المحرك الرئيس لهذه العقول، وهو منبع الطاقة الإيجابية، التي تعتبر وقود التفكير الإيجابي المؤدي إلى الإنجاز، هو القائد بالنموذج الذي يعمل ليل نهار، ولم ينفصل يوماً عن الميدان، كما أنه صاحب رؤية واضحة يسير عليها هو بخطى واثقة، ومن خلفه تتبعه فرق العمل على الخطى نفسها، وهذا سبب مثالي للنجاح والإنجاز.

في لقاء جمعنا بسموه قبل أسبوع في الدوحة، خلال قمة مجلس التعاون الخليجي، رأيناه كعادته دائماً متفائلاً بالمستقبل، واثقاً من النجاح، رغم العديد من الآراء الاقتصادية التي تتوقع عاماً جديداً لا يخلو من الصعاب، سألناه عن نسبة تحقيقه لرؤيته، فأجاب: «ما تحقق إلى الآن يقترب من 7% من رؤيتي التطويرية الشاملة».

«استراتيجية دبي الجديدة ليست من أجل الاستهلاك الإعلامي، بل من أجل رصف الطريق أمام الجميع، ليسيروا بسهولة وسرعة نحو الأهداف الموضوعة بكل ثقة».

كل هذا التطور الذي وصل إلى العالمية، ومنافسة مدن العالم الأول باقتدار، لا يشكل سوى هذه النسبة الصغيرة من فكر ورؤية محمد بن راشد، والسبب في ذلك أنه كلما حقق إنجازاً زاد طموحه لتحقيق الأفضل، فالرؤية ليست جامدة ثابتة عند حد معين، بل تزيد وتتسع مع زيادة حجم الطموحات التي لا تحدها حدود.

هذه هي العقول التي يحتاج إليها العالم في هذا الزمن، عقول تفكر في فضاء لا يستطيع إدراكه كثيرون، لأنها عقول تفكر للمستقبل، لترسم حياة هانئة لأجيال قادمة، تجاوزت الحاضر، ولم تكتفِ بما تحقق، لا وقت لديها تضيعه، فكل دقيقة هي عام، وكل عام هو عقد من الزمن المليء بالعمل والإنجاز والتطوير.

هكذا هي عقلية محمد بن راشد، وهكذا هي عقلية حمدان بن محمد آل مكتوم، الذي يسير على نهج والده في بث الطاقة الإيجابية، وتحفيز العقول للعمل والإبداع والإنجاز، لا يترك وسيلة لتشجيع مبدع، أو تكريم مستحق، أو تحفيز متميز إلا يتبعها، لذلك فإن عجلة التطوير في المجلس التنفيذي في دبي لا تتوقف، والخطط العامة لحكومة دبي تسير وفقاً للاستراتيجيات المعتمدة دون تأخير.

سمو الشيخ حمدان بن محمد آل مكتوم سيدشن، مساء اليوم، استراتيجية دبي الجديدة، وسيعلن عن تفاصيلها، ليس من أجل الاستهلاك الإعلامي، بل من أجل رصف الطريق أمام الجميع، ليسيروا بسهولة وسرعة نحو الأهداف الموضوعة بكل ثقة، وينجزوا الأمور التطويرية كافة، من أجل إسعاد وراحة المتعاملين مع الحكومة، وهم فئات المواطنين والمقيمين كافة، هنا في هذه المدينة المميزة.

استراتيجية دبي الجديدة، التي ستطلق اليوم، والتي ستمتد إلى عام 2021، تثبت أن هذه المدينة تسير بخطوات ثابتة نحو المستقبل، بتخطيط عقلاني يراعي الظروف كافة، فهي لا تترك شيئاً للصدفة، وما يحدث فيها من تطور لم يكن يوماً عشوائياً أو غير مقصود، فلقد بذل المبدعون والمخططون الذين عملوا على هذه الاستراتيجية جهوداً كبيرة، وعقدوا اجتماعات مكثفة للعصف الذهني، بمشاركة مختلف القطاعات، للوصول إلى أبرز محتويات هذه الخطة الاستراتيجية، ومادامت أقرت بمشاركة الجميع، فلابد لها أن تلقى استحسان الجميع، ولابد لها من النجاح، فالعمل الجماعي هو أحد أبرز مؤشرات النجاح.

twitter@samialreyami

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر