السموحة

منتخب الأخلاق «الراقي»

أحمد أبو الشايب

في المحصلة العامة، مشاركة منتخب الإمارات في بطولة «خليجي 22»، حققت 80% من أهدافها، وهي نسبة كبيرة ومميزة، واستفدنا منها الكثير خصوصاً بعد الخروج «البطولي» من نصف النهائي في مباراة ستبقى عالقة في الأذهان والتاريخ حتى من الجانب السعودي، لان الأداء القتالي للاعبي الأبيض، لم يترك لنا وللجماهير أي تعليق سلبي على ما حدث داخل المستطيل الأخضر، ورجعت الجماهير الإماراتية من ملعب الملك فهد «راضية» عن النتيجة، رغم خسارة اللقب الذي كنا نتمنى الاحتفاظ به، في ظل امتلاكنا هذا الجيل الرائع بقيادة المهندس مهدي علي.

وأنا مثل الكثيرين، الذين تابعوا المنتخب، كانت لي الملاحظات نفسها، والتساؤلات بالإصرار على مشاركة أحمد خليل، وغياب مطر عن اغلب المباريات، وتأخير الدفع به، لكن كان لدي الشعور بأن مهدي علي يبقى الأقرب الى اللاعبين والأقدر على معرفة متى يتألق الغزال الأسمر، ومتى التوقيت المناسب للدفع بـ«سمعة».. ويا روعة «الأبيض» عندما بلغ ذروة الشعور بالضغط النفسي بداية الشوط الثاني، كيف تصاعد الأداء الى الأعلى، وزاد الانسجام بين اللاعبين، كأنهم كتلة واحدة يحركها ذاك المهندس البارع، الجالس على الدكة بأصابعه، مثل لعبة «بلاي ستشين» تماماً! ويا لروعة المنتخب الذي أصبح متخصصاً في المباريات الكبيرة، لاسيما الجماهيرية منها!

مباراة السعودية، سنبقى نكتب عنها فترة طويلة، لأنها مملوءة بالأحداث والقصص والعِبر والدروس، وأجمل ما لفتني مستوى الذوق والأخلاق للاعبي منتخبنا، خلال المباراة وطريقتهم الاحترافية في التعامل مع الخصم، بإخراج الكرات لحظة سقوط لاعب سعودي، والأخذ بيد المتعثرين، ثم الربت على أكتاف اللاعبين عند أي احتكاك، واختتمت هذه اللقطات بالصورة الأجمل التي من النادر أن نشاهدها في فريق عربي، اذا خسر مباراة بهذا الحجم، أن يبادر إلى مصافحة الطرف الآخر وتهنئته على الفوز، وهذه هي الروح الرياضة، وهذا ما نتمناه من الرياضة بشكل عام، وهذه البطولة تحديداً.

في المقابل، فإن المنتخب السعودي، تميز بخبرته في التعامل مع الحدث، ورفض الخروج المبكر كصاحب أرض، ليسجل الهدف الثالث ثم يقوم بقتل الكرة، وعدم السماح لها بالتدحرج داخل الملعب، ليفقد «الأبيض» فرصة الاستفادة من تألقه في تسجيل الأهداف الحاسمة في اللحظات الأخيرة.

عموماً، «هاردلك» للأبيض، ومبروك للسعودية، التي نتمنى ان تقدم مع قطر، اليوم، مباراة تليق بنهائي كأس الخليج العربي، وكلنا أمل ان تستفيد جميع المنتخبات المشاركة من هذا الاحتكاك، وتسخره بشكل جيد لمشاركتها المقبلة في كأس امم آسيا.

وأعتقد ان الكابتن مهدي علي، أصبح على علم ودراية أكثر بنقاط قوة وضعف المنتخب، وأنا متأكد بأنه سيجري تغييرات جديدة على تشكيلته قبل أمم آسيا، وربما سيشهد الفريق عودة اسم مخضرم من ذوي الخبرة.

shayebbb@yahoo.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر