كل يوم

إبهار غير مرئي!

سامي الريامي

المبهورون بدبي كُثُر، لا حصر لهم، يتعدون الملايين بالتأكيد، انبهروا بتطورها، ورقي بنيتها التحتية، ومطارها العالمي، ونوعية الخدمات التي تقدم هنا بمستويات غير معهودة ولا مسبوقة، إضافة إلى كثير من الأسباب الظاهرة والواضحة للعيان، لكنّ هذا ليس كل شيء.

هناك إبهار غير مرئي في هذه المدينة، لا يعرفه كثيرون، لكنه حسب وجهة نظري هو أساس التطور والتقدم والرقي، وبسببه تطورت القطاعات المختلفة، وتطورت الخدمات بشكل لافت وبارز، في حين بقي هو محفزاً ومحركاً أساسياً في الظل، يعمل أصحابه بصمت، وبروح الفريق، وفق توجيهات مباشرة ورؤية واضحة من صاحب كتاب «رؤيتي»، صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، ومتابعة دقيقة ومستمرة من ولي عهده سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد.

«خلايا نحل لا تهدأ، وفرق عمل لا تتوقف عن التفكير والإبداع، في برج المكاتب التابع لأبراج الإمارات، والواقع على أهم شارع حيوي في دبي، شارع الشيخ زايد».

خلايا نحل لا تهدأ، وفرق عمل لا تتوقف عن التفكير والإبداع، في برج المكاتب التابع لأبراج الإمارات، والواقع على أهم شارع حيوي في دبي، شارع الشيخ زايد، هناك حيث العمل المضاعف، وحيث التخطيط لمستقبل أفضل، في كل المجالات التي تهم المدينة ومن يقيم فيها.

هناك حيث تقبع تجربة دبي الحقيقية في «الإدارة» و«التخطيط الاستراتيجي» والعمل المشترك، والشراكات الحقيقية بين القطاعات المختلفة للمدينة، وتبادل وجهات النظر، والجمع بين الأفكار العالمية والخصوصية المحلية، وبعد مزج كل هذه الأمور، وغيرها، تخرج الأفكار وتصدر القرارات، وهذا هو الإبهار الإداري الحقيقي الذي لا يعرفه كثيرون.

ورش عمل، وجلسات للعصف الذهني، ومختبرات إبداعية، بالشراكة بين القطاعين الخاص والعام، وممثلة من مختلف أصحاب الاختصاص، بإشراف حكومي، لذلك فإن المخرجات غالباً تخرج متوافقة مع المصلحة العامة، ومصلحة الجميع، ومتوازنة إلى حد كبير.

الحكومة لا تنتظر النقد، بل تبدأ بنقد ذاتها، وهذا شيء حضاري غير مألوف، ففكرة الورش الإبداعية تقوم على فرضية وضع الثغرات والنواقص التي تواجه قطاعاً معيناً، بعد إجراء دراسات مسحية واستبيانات لرصد هذه الثغرات، أو الاعتلالات، أو الخلل بمعنى أوضح، ثم مناقشة كل ثغرة، ووضع الحلول والخطط اللازمة لتصحيحها، وذلك بمشاركة جميع المعنيين من الحكومة أو من خارجها، ومن القطاعين العام والخاص، وحتى القطاع المجتمعي، الجميع يناقشون، والجميع يضعون الحلول المقترحة، والحكومة عليها تبنّي هذه التوصيات وإصدار القرارات اللازمة.

هذه الجلسات والعصف الذهني والورش الإبداعية، هي ممارسة ديمقراطية بكل معنى الكلمة، لكنها ديمقراطية فاعلة، وليست مجرد شعارات، هي ديمقراطية تناسبنا، وتناسب مجتمعنا، وحققت لنا النجاح، بل وتجاوزنا في نجاحنا كثيراً من المدن الغربية المتقدمة، بشهادتهم لا بكلامنا، لكنهم للأسف لا ينظرون إلى النجاح بقدر ما يهمهم أن نلبس ثوبهم الديمقراطي ونطبقه بحذافيره، وإن لم نفعل فنحن ضد الإنسان وحريته وحقوقه، في حين أن الواقع يثبت أن الحقوق والحياة الكريمة هنا لا تشبه أي مكان آخر!

twitter@samialreyami

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .  

تويتر